إن رثاء الميت قد يرقق قلوب الناس ويجعلهم يقتدون بالميت ويسيرون على نهجه. فأخي وأستاذي الدكتور عبدالرحمن طه بخش (يرحمه الله) قد رحل إلى الخلد ولكن ترك أعماله المخلصة كإنسان وجيه وكطبيب مخلص. وهنا ومن خلال هذه العجالة أحب أن اتطرق بشيء من الإيجاز لذلك الطبيب الذي عرفه وصادقه والدي (يرحمه الله) عبر عقود من الزمن وعرفته أنا لفترة قصيرة وإن كان ذكرى الدكتور الوجيه عظيمة وتحتاج إلى مساحة واسعة ويستحق أن يثري به من هو أحق مني وأعرف عني من ذلك الطبيب الوفي، لكنني سوف أحاول أن أعرض نموذجا وموقفا من مواقف لنهج الوجيه ابن طه وأبي طه في حياته المهنية كما عرفته شخصيا منه ومن كل من عرفوه وما قرأته من كتابه بعنوان «أيام العمر» الذي أهدتني نسخة منه ابنته الدكتورة رندة وكتبت لي إهداءها بتاريخ الأربعاء 15 صفر 1432ه الموافق 19/1/2011م أياما معدودات قبل وفاة والدها عندما زرتها في مكتبها في مستشفى الدكتور والدها في الشرفية وعبرت لها عن افتخاري واعتزازي لها بأن خال بناتي الدكتور عبد الله عبد الكريم حمزة أركوبي كان أول من أرشده إلى شريكه الأول الدكتور أحمد داغستاني (يرحمه الله) ثم شاركه خال بناتي في أول مستشفى خاص امتلكه الوجيه (يرحمه الله). في البداية ربما القليل من الناس يعرفون أن مستشفى دار الشفاء كان من أوائل المستشفيات الخاصة بجدة والأجدر من هذا أن ذلك المستشفى كان هو الوحيد في جنوبجدة الذي قام وفشل من صاحبه الأول وبدأ على يدي الوجيه بطاقم كامل وجديد على أسس نظامية وعلمية، حيث إن الفقيد حصل على موافقة صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود على استئجار وتشغيل المستشفى بشرط تغيير كامل طقم الأطباء والفنيين. وبعد إتمام كامل الشروط التي شرطها عليه سمو الأمير أحمد وتنفيذ اللائحة النظامية للوزارة بدأ الوجيه في تشغيل وإدارة المستشفى بشراكة الدكتور أحمد داغستاني والدكتور عبد الله أركوبي حتى أصبح المستشفى ملكا للدكتور عبدالرحمن بخش لوحده فقط. من ناحية أخرى، فقد كان الفقيد طبيبا مخلصا لوطنه ولمهنته ومرضاه، فعندما نجح على يده مستشفى دار الشفاء وبدأ في التوسعة وأسس مستشفى الشرفية كان الوجيه يتجه نحو مبدأ آخر وبوجهة أخرى لم يعمل بها أحد من أصحاب المستشفيات الخاصة الآخر إلا هو. كان الدكتور عبد الرحمن طه بخش يقتدي ويثق ويرتقي بمستشفاه في مقدرة وكفاءة وعلم وإخلاص زملائه الأطباء السعوديين لا سيما أطباء وأساتذة جامعة الملك عبد العزيز بجدة في مقدمتهم كان الزميل والصديق الدكتور أسامة عبد المجيد شبكشي الذي واصل عمله كطبيب في مستشفى الدكتور عبد الرحمن بخش وهو مدير الجامعة، إضافة إلى زملائي وأصدقائي الآخرين مثل الدكتور سراج عبد الغني ميرة والدكتور طريف هاشم الزواوي والدكتور أسامة صديق طيب والدكتور عبدالله حسين باسلامة والدكتور خالد مرزوقي وغيرهم. رحمك الله وأنعم عليك بجنته وطيب ثراك يا أستاذي وقدوتي الدكتور عبد الرحمن ابن وأبا طه فليتذكرك ويقتد بك كافة أصحاب المستشفيات الخاصة ليخلصوا لوطنهم وأبنائه ولمهنتهم الإنسانية آمين يارب العالمين. فاكس: 6079343 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 189 مسافة ثم الرسالة