إن مما يدعو للعجب، بل والاستنكار أن تعلن أمانة محافظة جدة عن طرح المنافسة لأعمال ترقيعات اسفلتية لأحد، أو لبعض الشوارع ببلدية الجامعة الفرعية، في الوقت الذي لم يعد في جدة كلها ولا شارع واحد خاليا من التلف أو الحفر التي خلفتها أمطار الأربعاء 22/2/1432ه. وقد نشرت الأمانة ذلك الإعلان بجريدة المدينة بعدد يوم الثلاثاء 28/2/1432ه، وهو اليوم الذي شاهد فيه الوضع على طبيعته ومدى ما لحق بالناس وبالشوارع من أضرار بالغة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفظه الله خلال جولته التي سبقت اجتماع اللجنة الوزارية التي شكلت بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله لتقصي أسباب كارثة أمطار جدة الأخيرة. وكان مما نشرته «عكاظ» من حديث سموه في المؤتمر الصحافي الذي عقد بنهاية الاجتماع: إن ما حصل في جدة نتاج لبعض التقصير والأخطاء، لافتا إلى أن «الأخطاء تختلف، فهناك خطأ مقصود، وآخر غير مقصود، وتلك لم، ولن تهمل في الحاضر والمستقبل، والدولة لديها الأجهزة المعنية التي تتولى التحقيق في الشأن العام». وأوضح سمو النائب الثاني: «إن ما أصاب جدة، أكثر مما حدث في أي مدينة في المملكة، مما استوجب إعطاء جدة الاهتمام الأكبر بحكم كثافة السكان، وما حصل بسبب كثافة الأمطار والسيول التي أضرت بالمواطنين، ومنازلهم، وملأت الشوارع وأجبرت المواطنين على ترك منازلهم وتولت الدولة إسكانهم، وإعاشتهم». والذي لا شك فيه أن هذا الاهتمام بما حدث في جدة وبسببه تعرض الكثير من الناس لأخطار مزعجة كاحتجاز الكثير في سياراتهم، أو المبيت في الشوارع، أو غرق من جرفتهم السيول، إلى جانب تحطم الكثير من السيارات، جراء تلف الشوارع، يبث الاطمئنان في نفوس الجميع والذين بات همهم ليس فقط في محاسبة المقصرين أو الذين أخطأوا التخطيط، أو حتى تعويض المتضررين ومعالجة أوضاع الشوارع، وإنما في ضرورة القضاء على منشأ الخطر وأسبابه الرئيسية، والمتمثلة في السماح بالبناء في مجرى السيل وعدم إيجاد قنوات تجري فيها مياه الأمطار بدلا من أن تغرق الشوارع، كما حدث عندما انهدم سد وادي «أم الخير»، فجرى الماء عنيفا في شارع فلسطين الذي لا مجال به لدفع السيل إلى البحر، أو حتى إلى أي جانب يمكنه أن يستقبل المياه فاقتحم البدرومات وأغرق السيارات، ثم هو وأعني الماء ببقائه سيخلخل البنية التحتية والأساسات لكل المباني التي اقتحمها، أو التي لم يقتحمها . لقد كانوا في السابق، وقبل أن تتسع جدة، ويقوم العمران بمجاري السيول بعد أن منحت وتحولت إلى مخططات بيعت للناس وأقاموا عليها مساكنهم، يحفرون بشرق جدة حفرا كبيرة تختزن مياه المطر وتسمى مياه «الرضيخ»، حيث ينتفع الناس بها في تالي الأيام حيث لم تكن الكنداسة تكفي لتوفير المياه بالقدر الذي يحتاج الناس فيلجأوا لمياه الرضخ والصهاريج. طبعا الآن لا مكان للحفر، ولا مجال لتصريف السيول بعدما قامت في مجاري السيول العمائر والمباني الكبيرة والصغيرة، فجاءت مياه الأمطار لتملأ «البدرومات» وتغرق ما فيها من معدات وأرزاق وسيارات، وأحاطت بالعمائر في قلب المدينة فحوصر الناس في منازلهم التي تعطلت «أسنسيراتها» بانقطاع الكهرباء، وهذا ما جعل الناس اليوم يلحون في المطالبة بالقضاء على مصدر الضرر بما يراه الخبراء الذين نوه عنهم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، في حديثه في المؤتمر الصحافي والذي سنعود إلى ما جاء به غدا، إن شاء الله. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة