استلهمت أعمال الفنانة التشكيلية غدير حافظ رحلة الإنسان الطويلة في البحث عن الذات في 60 عملا تشكيليا، ساعية إلى البحث في خفايا النفس الشاردة بالوقوف أمام المشاعر التي يعمد الإنسان أحيانا لإخفائها، وذلك في معرضها الأول «مجموعة إنسان» الذي أقيم في صالة العالمية للفنون التشكيلية في جدة. الفنانه غدير حافظ وجدت نفسها أمام تحد كبير، وهي تقف أمام اللوحة ما بين المحافظة أو الانسياق وراء الرؤى الغربية في نظرتها إلى النص التشكيلي. فكان نتاجه بالتالي يعكس ملامح تحولاته وانطلاقاته في تأصيل التشكيل باعتباره خطابا جماليا. فكان الإنسان اسطورتها التي انطلقت منها للعودة إلى جذور الحياة اليومية المحتشدة في الذاكرة. والشخوص في أعمالها تتشكل من خلال التركيز على الانساق الزمانية للإنسان لتعبر بسردها اللوني عن علاقة الإنسان بمن حوله لتترجم تحقيقا وفي مدلولاتها تمثيل الإنسان في جميع علاقاته بالحياة مجسدة تلك العلاقات التي يقوم بها الإنسان من خلال علاقته بنفسه والآخرين من بني الإنسان. كما استحضرت غدير ذاكرتها لتعيدنا إلى رسم طفولة الأشياء عبر كتل لونية ومساحات مؤثثة بالمشاعر قبل الأشكال والخطوط الواضحة. وخلف الأشياء المشكلة على سطح القماش، هناك دهشة وإثارة في المفردات الواقعية التي تنشد الاحتفاء بكل ما هو خيالي، إلا أن رؤية الفنانة لها تحيلها إلى صياغات فنية تمنح العلاقات الثنائية ما بين المكان والإنسان مسارا يلامس الوجدان عبر ايحاءات غامضة تتشكل من الكتل الموزعة على السطح بضربات شفافة وإيقاع خافت يحيل المتلقي إلى جو من الحنين والألفة. إن أعمال الفنانة غدير حافظ ماهي إلا إبحار في فضاءات الأزمنة البعيدة القريبة ومحاولات افتراضية للامساك بمجموعة الإنسان بعمق للشكل واللون لتحيل اللحظات الماضية بكل سكونها البعيد إلى حركة إنسانية مشخصة تألفها العين أحيانا. غدير حافظ بدأت منذ الصغر بحب هذا الفن بشغف، حصلت على بكالوريوس في الاقتصاد والتربية الفنية والتحقت بعدة دورات فنية في مصر، شاركت حافظ في 25 معرضا جماعيا داخل المملكة، وحصلت على دروع وشهادات تقدير وشاركت في معرضين جماعيين على مستوى العالم أحدهما في مكناس المغربية والثاني في العاصمة النمساوية فيينا.