يمر التوازن بين جانبي الأزمة في مصر بمنعطف دقيق ومن السابق لأوانه توقع كيف ستنتهي هذه المواجهة. فيما يلي ملخص لمصادر قوة كل من الجانبين: الحركة الاحتجاجية * حتى الآن ما زالت الاحتجاجات تستقطب أعدادا كبيرة من المشاركين. لقد نجحت الحركة في إخراج أكثر من مليون شخص إلى الشوارع الثلاثاء الماضي، كما استجاب عدد مماثل للدعوة للاحتشاد الجمعة. وشهدت بلدات ومدن في الأقاليم احتجاجات حاشدة أيضا خاصة في الإسكندرية، السويس، والمحلة على دلتا النيل. وكانت المظاهرات المؤيدة للرئيس المصري حسني مبارك أصغر عددا بكثير. بدأت في وقت لاحق وأخذت تتلاشى. لكن بعض المصريين يعتقدون أن الحكومة قدمت ما يكفي من التنازلات، وأنه يجب أن تتوقف الاحتجاجات. ويقول كثيرون إنهم ضاقوا ذرعا بتعطل سير حياتهم والخسائر التي نجمت عن الاحتجاجات. * تتمتع المعارضة بتعاطف دولي واسع النطاق تعززه السمعة التي اكتسبتها بسبب عدم لجوئها للعنف. ومرت المعركة من أجل كسب تأييد الرأي العام بمرحلة خطيرة حين هاجم مؤيدون لمبارك المحتجين الأربعاء، وحاولوا طردهم من الميدان مستخدمين الحجارة والقنابل الحارقة والأعيرة النارية. * وعد الجيش المحتجين بأنه لن يطلق عليهم الرصاص. وعلى الرغم من أن دور الجيش مشوب بالغموض فإن معظم المحتجين يثقون في أن يفي الجيش بوعده على الأقل. * أيدت حكومات غربية والأمم المتحدة وجماعات حقوقية دولية حق المحتجين في التظاهر السلمي وتراقب تصرفات الحكومة المصرية بحذر. وستؤدي أي محاولة لتفريق المحتجين في ميدان التحرير بالقوة إلى إدانة وعزلة دوليين. * تتمتع المعارضة بالزخم حتى الآن، وقدم مبارك وأعضاء بحكومته سلسلة من التنازلات واللفتات كان أهمها إعلان مبارك أنه لن يرشح نفسه في انتخابات الرئاسة المقبلة حين تنتهي ولايته في سبتمبر (أيلول). وسارعت القوة الأساسية من المحتجين إلى التمسك بمطلب تنحي مبارك. مبارك ومؤيدوه * مبارك هو القائد الأعلى للقوات المسلحة البالغ قوامها 450 ألف فرد وتملك ترسانة أسلحة ضخمة. لكن حتى الآن لم يقدم الجيش لمساعدته سوى حماية المباني الحكومية. في بعض الأحيان قيد الجيش الدخول إلى ميدان التحرير، لكن ليس بطريقة تعوق أنشطة الحركة الاحتجاجية بشدة. وحث الجيش المحتجين على العودة إلى منازلهم لكنهم تجاهلوا هذا. ولا يستطيع أن يحكم أي طرف من الخارج على ما إذا كانت قيادة الجيش قد تضغط على مبارك في مرحلة من المراحل ليتنحى. * قوة الشرطة، وخاصة الأمن المركزي الذي يستعان به في مكافحة الشغب تسودها حالة من الفوضى بعد انسحابها من الشوارع في 28 يناير (كانون الثاني). وكان نائب الرئيس عمر سليمان قد قال إن استعادة هذه القوة لقدراتها ستستغرق عدة أشهر. لكن إذا استمرت المواجهة فقد تعود بعض وحدات الشرطة بوصفها قوة موالية لمبارك. * لا يزال مبارك رئيس الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم لكن شعبية الحزب ضعيفة جدا وتم نهب وإحراق العديد من مكاتبه. على الصعيد العملي لا يمثل الحزب أحد الأصول المهمة. * ما زال مبارك مسيطرا على الإعلام الحكومي الذي أثبت أنه أحد أكثر الأدوات موالاة إذ شن حملة دعائية لمؤازرته. لكن الكثير من المصريين الآن يشاهدون عددا كبيرا من القنوات التلفزيونية الفضائية التي لا تستطيع الحكومة السيطرة عليها. * أقلقت الانتفاضة الشعبية الكثير من المصريين، بمن في ذلك بعض المنتمين للطبقة المتوسطة التي تتمتع بالرخاء والمستفيدين من النظام القديم وبعض الأقباط الذين يخشون دمج جماعة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية. ومن غير المرجح أن يخرج هؤلاء إلى الشوارع في الوقت الراهن.