أسفرت نتائج التحقيق في حادثة وفاة الطفل عمران فيصل حربان (8 سنوات) إثر حريق في محطة للمحروقات البترولية في حي الهنداوية جنوبي جدة خلال أمطار الأربعاء قبل الماضي، عن دفع الدية إلى والد عمران من قبل مالك المحطة وعدم إدراج اسمه ضمن قوائم التعويضات للمتضررين جراء الأمطار والسيول، حيث لم يجد والده خيارا آخر سوى قبول الدية. وأكد ل«عكاظ» مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبد الله الجداوي عدم اندراج قضية الطفل عمران ضمن تعويضات متضرري كارثة الأمطار، مضيفا «لأن سبب الوفاة اشتعال الوقود وليست الأمطار». وأوضح العميد عبد الله الجداوي أنه في حال ثبوت الخلل الفني في أغطية الخزان «وعلى الأرجح أنه ثبت الخلل يتحمل صاحب المحطة العقوبات والغرامات التي تتراوح من 30 إلى 500 ألف ريال، بسبب تساهله في وسائل السلامة». وقال مدير الدفاع المدني في جدة إنه سيتم تطبيق أقصى غرامة على مالك المحطة، مبينا أنه في هذه الحالة إما أن يتنازل والد الطفل ويصدق هذا التنازل شرعا، أو أن يطالب بحقه الشرعي، وتحول القضية إلى القضاء الشرعي لتقدير الدية. من جهته، بين المستشار القانوني خالد أبو راشد أنه إذا ثبت أن سبب الوفاة ناتج عن أضرار أمطار جدة وتبعاتها يفترض أن يعامل الورثة كما يعامل ورثة المتوفى في أمطار جدة، أما إذا ثبت أن سبب الوفاة لا علاقة له بالسيول، ففي هذه الحالة يعامل معاملة القتل الخطأ، وهنا تكون الدية. بدوره، يقول فيصل حربان والد الطفل إنه ليس أمامه خيار سوى قبول ما عرض عليه أي الدية من مالك المحطة، مضيفا «رغم أني أرى أن الحريق سببه تسريب البنزين عند اندفاع الأمطار داخل خزان الوقود». وأضاف «لولا الأمطار لما تسرب البنزين، ولولا الاستهتار في وسائل الأمن والسلامة في خزان الوقود لما دخلت مياه الأمطار أصلا للخزان، فالحريق أسبابه مشتركة، والله كم تمنيت لو امتص جسدي حروقه لكي لا يتألم». فيما تقول والدة عمران بنبرات حزينة «كان متميزا بين إخوانه، وهو طفل رضي، لم يتعبني في يوم من الأيام، كان يحنو علي، ويساعدني في المنزل، كان محبوبا لدى الجميع حتى في المدرسة كان محبوبا لدى المدرسين والطلاب لم يشتك منه أحد في يوم من الأيام يحرص على أن يجمع أصحابه ليلعب معهم كرة القدم». وأضاف «ويذهبوا إلى محل بجانب المنزل ليلعبوا بلاي ستيشن، وقبل وفاته بيوم كان يلعب بشكل ملفت للنظر وكأنه مفارق، وفي اليوم الثاني بعد أن توقفت الأمطار دخل إلى المنزل ليستحم ويلبس ثيابا نظيفة، وخرج بحثا عن أخيه عبد العزيز لخوفه عليه من تسريب البنزين من الخزان واختلاطه بالمياه، ولم تمض دقائق من خروجه إلا وسمعنا صوت الانفجار، ويأتي عمران كتلة لهب».