تدخل 9 من مؤسسات أرباب الطوائف مرحلة انتقالية تسبق اختيار مجالس الإدارات الجديدة لقيادة المؤسسات خلال الفترة المقبلة، تشمل مؤسسات الطوافة الست، مكتب الزمازمة الموحد، المؤسسة الأهلية للإدلاء ومكتب الوكلاء الموحد، حيث بدأ منتسبوها خوض تجربة الانتخابات تحت مظلة وزارة الحج للدورة الثالثة على التوالي، متسلحين ببرامج انتخابية تحمل في طياتها الكثير من الوعود لحصد أصوات الناخبين. وجزم المشاركون في ملتقى «الطوافة وجرس الاقتراع» أن الوعود الوهمية التي يطلقها بعض المرشحين لنيل ثقة الناخبين لن تكون «العصا السحرية» التي يمكن من خلالها الولوج لمجالس إدارات المؤسسات حتى وإن داعبت تلك الوعود الانتخابية «العوائد المادية» للمساهمين، حيث كشفت التجربتان السابقتان كل خفايا المرشحين ووعودهم الوهمية مما زاد من وعي الناخبين. وذهب المشاركون إلى أن عهد الوصاية الذي كانت تفرضه وزارة الحج، على مؤسسات الطوافة قاب قوسين أو أدنى من الانتهاء، مطالبين الوزارة بسن قوانين وتنظيمات تمكنهم من ضمان حقوقهم في الجمعيات العمومية للمؤسسات وتتيح لهم مساءلة مجالس الإدارات على كافة التفاصيل في شفافية ووضوح بعيدا عن إقصاء الآراء وممارسة دور الوصاية. * عكاظ * هل حققت الانتخابات اختيارا نزيها لمجالس الإدارات أم أن وزارة الحج لا تزال تمارس الوصاية على المؤسسات، ولماذا تشهد الانتخابات انشقاقات ومعارضات بالرغم من نجاح بعض مجالس الإدارات المنتخبة من الدورتين السابقتين ؟ *المطوف الدكتور عبد الرحمن مارية «حققت الانتخابات اختيارات نزيهة، ودورة انتخابية بعد أخرى يرتفع الوعي الثقافي لدى الناخبين من منسوبي مؤسسات الطوافة، والانتخابات وضعت لتحقق لمنتسبي المؤسسات خيارهم في من يمثلهم في مجالس الإدارات، وهذا لا يعني أن هناك وعيا لدي كافة المنتسبين بالعملية الانتخابية بالقدر الذي يمكنهم من تحديد من يمنحون أصواتهم في الانتخابات، بل إن غياب الوعي لدى البعض من المنتسبين قد يجعله يتعصب لمرشح دون آخر فقط لأسباب القرابة أو المعرفة دون النظر إلى كفاءته وقدرته الإدارية على تحقيق المكاسب للمؤسسة، كما أننا لا نستطيع القول بأن جميع أعضاء مجالس الإدارات على قدر من الكفاءة لكنهم في نهاية الأمر يمثلون أصوات الناخبين ولهذا السبب يجب أن نحترم اختيارهم، وفي ذات الوقت يجب أن لا تؤثر الانتخابات على الروابط الأخوية والأسرية التي للأسف دائما مانلمسها عقب انتهاء كل عملية انتخابية، ومجالس الإدارات في مؤسسات الطوافة ملزمة وفقا للائحة الانتخابات التي اعتمدها وزير الحج بتطبيق 75 في المائة من البرامج الانتخابية التي قدمتها أثناء الترويج لحملتها الانتخابية. تخوف لا مبرر له *المطوف محمد سقا: أستغرب كل هذا التخوف من الانتخابات والحساسية المفرطة التي بدأت تدب في الأوساط، فبالرغم من دوران عجلة الانتخابات لاختيار مجالس إدارة المؤسسات منذ عام 1423ه، وانعقادها مرتين إلا أن الفكر التقليدي الميال للتعيين هو السائد إذ لا يزال هناك شعور لدى البعض سواء في الوزارة أو في المؤسسات بالخوف من نتائج الانتخابات وأنها قد تأتي بغير الأكفاء وأشعر بأن هناك تضخيما لهذا الخوف، وبأن الحج لا يحتمل التجريب في حين أن الانتخابات وببساطة سوف لن تأتي بأحد من خارج السياق، فكل المرشحين هم من أبناء الطوائف الذين مارسوا المهنة ويعلمون بواطنها وظواهرها وغالبيتهم متعلمون ويحملون أعلى الدرجات العلمية، وحتى لو افترضنا حدوث خلل في مجلس إدارة أي من المؤسسات فالحلول بسيطة وعديدة، إذ يمكن للوزير حل المجلس الذي أخفق في أداء دوره وإعادة الانتخابات لانتخاب مجلس جديد، ولا داعي للمبالغة في الشعور بالخوف من المجهول، ولندع تجربة الانتخابات تأخذ مداها لتبرز لنا الأكثر كفاءة وتراكم تجاربنا في ممارسة العمل الجماعي المؤسسي سعيا إلى الأفضل وتحديث أساليب عمل المؤسسات يحتاج إلى جهد كبير ومثابرة، وليس أمامنا إذا كنا نريد التغيير إلى الأفضل إلا إطلاق الانتخابات وإزالة معوقات ضخ الدماء الجديدة في أجسام المؤسسات، وتحمل تبعات ذلك والاقتراب من المؤسسات وتقييم أدائها، والعمل على تطويره ومساعدتها على مواجهة بعض التحديات، مثل تحدي الموسمية فالطبيعة الموسمية لأعمال المؤسسات التي ترسخت بتطور وسائل النقل وتقليص مدة بقاء الحاج في المملكة تشكل تحديا للمؤسسات يتمثل في عدم تمكنها من المحافظة على بعض القيادات للعمل على مدار العام، لعدم وجود الاعمال فضلا عن عدم توفر أموال تسمح باستبقائها وهو ما يضعف قدرتها على الاستثمار أكثر في تنمية وتطوير قدرات ومهارات مواردها البشرية وفي استبقاء الكفاءات وأيضا عدم قدرتها المادية على الاستثمار في التقنيات وبحوث التطوير. اللائحة الجديدة فتحت الباب أمام الجميع *المطوف عبد الواحد برهان سيف الدين: وزارة الحج لا تمارس وصاية على العملية الانتخابية لكنها في ذات الوقت الجهة المعنية بتنظيمها والإشراف عليها، لحفظ نزاهتها ومنع التجاوزات فيها، وتعديلات اللائحة المعتمدة للانتخابات جاءت نتيجة لتقييم الانتخابات في الدورات الماضية من قبل الوزارة، التي عملت على تعديل البنود التي عليها ملاحظات قد تعيق العملية الانتخابية، وقد يكون أن تلقي الوزارة طلبات بالتعديل من منسوبي المؤسسات من الذين كانوا يرون أن المؤهل الدراسي يقف عائقا في طريقهم للترشيح أو السن القانونية، والآن الفرصة متاحة أمام كافة الأطياف وإذا استطعنا في مجالس الإدارات الدمج بين ذوي الخبرة والشباب ستكون مجالس الإدارات ذات فاعلية أكبر، وهذه المهنة تعتمد في العمل على العلاقات التي اكتسبها المطوفون من ذوي الخبرة حتى أصبحت لديهم فراسة يعرفون من خلالها على ما يحتاج إليه الحاج، وخدمة الحج تعتمد على خبرات متراكمة، والآن لكل من يريد الترشيح عليه أن يقدم برنامج عمل واقعي يقنع به الآخرين لحصد أصواتهم، والتعديلات التي طرأت على اللائحة المعتمدة تحسب للوزارة كونها أتاحت الفرصة لمجموعة كبيرة من المساهمين لينضموا إلى مركز القيادة في مجالس الإدارات والباب مفتوح أمام الجميع وعليهم أن يشكلوا قوائم يكون لديها قدرة على تقديم برامج عمل واقعية يمكن تنفيذها على ارض الواقع وأن يكون فيما بينهم التوائم ويكونوا ممن لديهم الخبرة الكافية في التواصل مع الحجاج وبعثات الحج وهذا أمر في غاية الأهمية والعلاقات المميزة مع مسؤولي الحج وأن يكون لديهم المعرفة الجيدة بتعليمات وأنظمة الحج. *المطوف صالح سعيد محمد حسين: يجب على الجميع احترام صوت الناخب واختياراته، وليس من حق أحد الوصاية على المطوف أو المطوفة وحجر صوته، وإلا فشلت العملية الانتخابية ويجب علينا جميعا احترام الرأي والرأي الآخر حتى لو كان مخالفا لتوجهات الآخرين، وحين ننظر للائحة الانتخابات نجد أنها وضعت للجميع، بل إنها حققت مشاركة أكبر من ذي قبل ففي الدورة الانتخابية السابقة كان يشترط على راغب الترشح أن لا يقل مؤهله عن الثانوية العامة، بينما راعت الوزارة في هذه الدورة فتح المجال لأبناء الطائفة من حملة الشهادة المتوسطة للترشح وهو مايعنى مشاركة أكبر منذ قبل، كما أن شرط السن كان مقيدا والآن حققت اللائحة مرونة في ذلك وألغت الحد الأعلى للسن مايحفز ذوي الخبرة من كبار المطوفين في المشاركة في مجالس الإدارات حيث لا يمكن أن يستغنى عنهم لخبرتهم الطويلة وقدرتهم على العمل والعطاء فهذه مهنة وليست وظيفة والمهنة لا ترتبط بعمر أو مؤهل وهذا يؤكد أن وزارة الحج تسعى نحو تحقيق أكبر قدر من المشاركة. تقييم الأعمال المنجزة *المطوف طلال أبو خشبة: في الحقيقة لا يمكن إطلاق الحكم من الخوف على كافة المؤسسات، بل هو تخوف جزئي ولعلي أعود هنا للحديث عن ضرورة شمولية لائحة الانتخابات للمرحلتين الراهنة والمستقبلية، فلو كانت اللائحة السابقة شاملة لما تخوف أحد من الانتخابات اليوم، لا بد أن تكون اللائحة قادرة على مساءلة المجالس المنتهية ولايتها عن ماذا قدمت خلال الأربع سنوات الماضية، فالتقييم هو جزء أساسي من أي عملية تطويرية، فالمفترض حاليا أن يقدم كل مجلس إدارة في مؤسسة جدول أعماله الزمني لمعرفة نسبة الإنجاز والإخفاق، ومن خلال ذلك يمكن السماح له بخوض تجربة الترشح مجددا أو لا، أما أن يترك الحبل على الغارب كما هو الآن فهذه أزمة تقود فعلا إلى التخوف والقلق. * المطوف زهير محمد حسين: في مؤسسة جنوب آسيا مثلا لم يكن هناك انتخابات في الثماني سنوات الماضية، حيث فاز المجلس بالتزكية وهذا لا يعني أنه غير مؤهل بل على العكس فقد حقق إنجازات متميزة مقارنة بمؤسسات الطوافة الأخرى، لكننا كمطوفين ومنتسبين لمؤسسات الطوافة نطالب بوجود تنظيمات تساعدنا في الاطلاع على أعمال مجالس الإدارات لمناقشة تفاصيل عمل المجالس وما حققته من برامجها الانتخابية وفقا لما نصت عليه اللائحة، وتمكيننا من الاطلاع على الميزانية والبيانات الختامية، كما أن اللائحة نصت على أن يكون الاقتراع سريا، ما هو تفسير هذه الكلمة إذا كان المساهم يلزم بكتابة اسمه وعدد أسهمه في نموذج معد مسبقا لدى المؤسسة يعرف من خلاله موافقة المساهم من عدمها عن النشاط المالي للمؤسسة، والجهة التي ترعى الجمعية العمومية هي المؤسسة ذاتها، مثل هذا الأمر يخلق التخوف الكبير ويزرع التشققات وربما ينتزع الثقة من نفوس المساهمين في مجالس الإدارات. * عكاظ * عوائد مؤسسات الطوافة السنوية تصل إلى 400 مليون ريال، وهي عوائد ثابتة إذا علمنا أن ما يدفعه الحاج 166 ريالا هو مبلغ ثابت أيضا، والملاحظ في برامج المرشحين التركيز على نغمة رفع عائدات السهم هل سيؤثر ذلك على الخدمة المقدمة للحاج؟ وكيف يمكن الحد من الوعود الوهمية في برامج المرشحين؟ * المطوف محمد سقا: الحقيقة أنه يمكن رفع عوائد السهم من خلال ترشيد المصروفات، ولكن أعتقد أن مسؤولية مجالس الإدارات ستكون معنية بأهمية تغيير توجه تثبيت عوائد السهم التي أقرت قبل ثلاثين عاما، فبالرغم من الزيادات التي طرأت على أسعار الخدمات وهي لا زالت مستمرة، فإن الحاج لا يدفع سوى 166 ريالا فقط، لكن لا بد من رفع المخصص الذي يدفعه كل حاج لتحقيق عوائد أعلى، وهذا سيحدث من خلال تطوير الخدمات وإقناع بعثات الحج والحجاج وحكومات العالم الإسلامي بضرورة أن يدفع الحاج المزيد من أجل الحصول على خدمة أفضل. نظام للمحاسبة والمتابعة * المطوف الدكتور عبد الرحمن مارية: من أسس نجاح التنظيمات وعدم التلاعب عليها نظام المحاسبة والمتابعة، ولكن المؤسسات لازلت في إطار تثبيت الهوية التدريجي حتى تستطيع أن تفعل أنظمة العضويات يجب أن يتم منح مؤسسات الطوافة الاستقلالية التامة التي ينتج عنها الاستقرار لهذه المؤسسات التي تحمل صفة المؤسسة التجارية بإدارة حكومية حيث لا يمكن القيام بعمل في مؤسسات الطوافة دون العودة لوزارة الحج وهذا بلا شك يعقد عمل المؤسسات التي تقدم خدمات كبيرة برسوم رمزية ثابتة منذ سنوات طويلة.