تفتح مؤسسات الطوافة الست بعد غد الثلاثاء، أبوابها لاختيار مجالس إدارات، في وقت بات الترقب سمة الموقف من قبل المطوفين والمطوفات، في محاولة للوصول إلى نموذج منتخب يعبر عن رؤية الطوافة عراقة ومستقبل. اللائحة والأمل مع صدور اللائحة التنظيمية لانتخابات مجالس إدارات المؤسسات الأهلية لأرباب الطوائف «المطوفون الوكلاء الأدلاء الزمازمة» للدورة الانتخابية الثالثة للفترة من 1432 1435ه، بدأت الخطوات الأولى لتشكيل القوائم لخوض الانتخابات. وأمام مرونة الاشتراطات تدفقت الأعداد، فالكل بات راغبا في ترشيح نفسه للانتخابات والظفر بالفوز لاحتلال مقعد بمجلس الإدارة على مدى أربعة أعوام مقبلة. وبين لائحة مرنة وتسابق محموم بين المرشحين وقف البعض من المطوفين الناخبين متأملين القوائم المشكلة ومدى قدرتها على الظفر بالفوز، وبين مؤيدين للانتخابات وآخرين يرون ضرورة إجراء تعديلات على اللائحة تتوافق وطبيعة العصر. «شمس» وضعت السؤال الأهم أمام عدد من المطوفين والمطوفات هل يرون في الانتخابات المرتقبة الأمل؟ المطوف أحمد بن صالح حلبي بمؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا يرى أن الاشتراطات الواجب توفرها في المرشحين لم تحقق آمال وتطلعات الناخبين الداعين بضرورة وجود مجالس إدارات قادرة وفاعلة على إحداث نقلة في أداء مؤسسات الطوافة «قبل أن تصدر اللائحة التنظيمية لانتخابات مجالس إدارات المؤسسات الأهلية لأرباب الطوائف للدورة الانتخابية الثالثة للفترة من 1432 1435ه، أثيرت العديد من التساؤلات حول اللائحة القديمة فهناك من طالب بإدخال تعديلات طفيفة عليها، وذهب آخرون إلى الدعوة بإبقائها كما هي دون أي تعديل في موادها، ومع خروج اللائحة بشكلها الجديد ظهرت بعض التعديلات على بنودها، فكان من أبرز تلك التعديلات ما ظهر على الشروط الواجب توفرها في المرشح لخوض الانتخابات، إذ حدد المؤهل بالكفاءة المتوسطة وهو ما يفسح المجال للكثير من المطوفين لترشيح أنفسهم، فضلا عن أن الخبرة الواجب توفرها في المرشح لا تتجاوز الخمسة أعوام متتالية أو عشرة أعوام متفرقة». اشتراطات سلبية وبين حلبي أنه «إذا كان البعض يرى أن في هذه الاشتراطات ظاهرة صحية لخلق روح التنافس الشريف بين المرشحين، فإنني أرى من وجهة نظري أنها ستشكل سلبية كبرى في تطوير أداء المؤسسات والارتقاء بخدماتها، فعضوية مجلس الإدارة لا تعتمد على مؤهل دراسي متواضع أو خبرة عملية محددة، بقدر ما تعتمد على قدرة الفرد على رسم الخطط والبرامج والقيادة الجيدة وحسن اللباقة في الحديث والنقاش مع مسؤولي الدولة وممثلي بعثات الحج والقدرة على التصرف في المواقف ومعالجة الأحداث بروية جيدة». وحذر من أن «شابا في العقد الثالث من العمر ومؤهله منحصر في الكفاءة المتوسطة ويمتلك خبرة عملية متواضعة، لن يكون قادرا على تنفيذ متطلبات عضوية مجلس الإدارة»، مشددا على أنه «لو أن الوزارة اشترطت ضرورة وجود خبرة قيادية للمرشح بأي من قطاعات الدولة أو المؤسسات العامة الكبرى، فإننا سنرى شخصيات مؤهلة وقادرة على الارتقاء بأداء المؤسسات». وأشار الحلبي إلى أن المتابعين لمؤسسات الطوافة وأدائها خلال العقد الأخير يرون كيف استطاعت بعض المؤسسات الارتقاء بأدائها وتطوير مستوياتها في حين تراجع أداء مؤسسات أخرى «وما يريده المطوفون اليوم ليس مجالس إدارات يتربع البعض على مقاعدها أربعة أعوام، ويفتقرون للأفكار التطويرية فهم بحاجة إلى مجالس إدارات قوية وفاعلة فخدمات الحجاج لم تعد معتمدة على الخبرة الميدانية كعامل هام، إذ باتت بحاجة إلى قدرات ذهنية مؤهلة لتطوير الأداء ومناقشة مسؤولي بعثات الحج وإدارة الحوارات المباشرة مع المطوفين ومتابعة التعليمات والنظم الصادرة». وأوضح حلبي أن هناك تجاوزات وتحايلا في انتخابات مؤسسات الطوافة «فاللائحة التنظيمية لانتخابات مجالس إدارات المؤسسات الأهلية لأرباب الطوائف رغم مرونتها إلا أن البعض بكل أسف استغلها استغلالا سيئا فسعى للتفرقة بين الأسر والأخوة، والسلبيات أكثر من الإيجابيات والسبب في ذلك اللائحة التي فتحت المجال للجميع لخوض الانتخابات، إذ بات بإمكان غير المؤهلين لمراكز قيادية بأصوات بسيطة تمثل أفراد عائلاتهم وأصدقائهم فيظهر رئيس أو عضو مجلس إدارة لا يعرف كيف يشرح معاملة، أو لمن يوجهها فضلا عن عدم قدرته على إدارة حوار أو مناقشة قضية وعدم قدرته على حل الأزمات، وإن كانت هناك إيجابيات للانتخابات فإنها متمثلة في إلغاء الوصاية التي فرضت على المطوفين عدة أعوام، حينما كان رؤساء وأعضاء مجالس إدارات المؤسسات يُعينون من قبل وزارة الحج، وكان التعيين يتم بناء على العلاقة التي تربط العضو بموظف في وزارة الحج يزكيه لدى مسؤولي الوزارة فيعين كعضو مجلس إدارة وهو لا يعرف معنى عضو مجلس الإدارة والعضو المنتدب، ولعل من أبرز إيجابياتها أنها حفظت مكانة المطوفين ومنحتهم حقهم في اختيار من يرون أنه مناسب، وإن كنت أرى أن الانتخاب بالنظام الفردي أفضل من نظام القوائم على غرار انتخابات الغرف التجارية الصناعية والشركات المساهمة». مشاركة المرأة وحول دخول المرأة أكد الحلبي أن دخول المرأة مجال خدمات الحجاج ليس بالأمر الحديث «فقد لعبت المرأة زوجة وابنة دورا بارزا في خدمات الحجاج إبان نظام الطوافة الفردي إذ كانت تعد وجبات الضيافة للحجاج أثناء وصولهم إلى مكةالمكرمة إبان نظام الطوافة الفردي، ومنهن من حولن منازلهن إلى ملتقيات للحاجات طوال فترة تواجدهن بمكةالمكرمة، ومع نشأة المؤسسات تقلص دور المرأة غير أن هذا لم يمنع بعض النساء في التواصل مع الحاجات، وكثيرا ما قرأنا وسمعنا عن التواصل مع الحاجات ببرامج زيارات يقمن المطوفات أو زوجات المطوفين بها لمقار سكن الحاجات وبناء علاقات معهن». غير قادرة وأشار إلى أنه شجعت مثل هذه البرامج بعض المؤسسات للتوسع في برامج مشاركات المطوفات وبنات المطوفين من خلال برنامج الخدمات الصحية إضافة إلى برامج التوعية والإرشاد، وهي برامج تتوافق مع المرأة السعودية وطبيعتها «ودخول المرأة كناخبة يمنحها الحق في اختيار من تراه مناسبا ومؤهلا لقيادة دفة المؤسسة، وهو حق مشروع لها أما عضويتها في مجلس الإدارة فيؤسفني القول بأنها غير قادرة ومؤهلة لذلك، لأنها ستكون ملزمة بالمرابطة والتواجد الميداني، ويمكن أن توظف قدرات المطوفات في مجالات متعددة كبرامج الخدمات الصحية والاجتماعية والدراسات والبحوث والإحصاء وغيرها مما يتناسب وقدراتها». تخوفات من الأصوات واعترفت رئيسة لجنة مطوفات جنوب شرق آسيا المطوفة شادية غزالي، بتخوفها من شراء الأصوات في انتخابات الطوافة، مشيرة إلى أن هناك تجاوزات ومحسوبيات في انتخابات مؤسسات الطوافة، وقد حصلت منذ أربعة أعوام مضت فيجب أن يكون هناك سرية وأمانة في الانتخابات. وأشارت إلى تأييدها دخول المرأة في الانتخابات «لأنه من باب أولى، خصوصا أن الحجاج أكثرهم من النساء ولن تفهم النساء إلا امرأة مثلهن، وهناك إسراف وتبذير في التجمعات التي تحدث أثناء الانتخابات، كما يوجد في مجموعة الانتخابات أفراد سلبيون وغير مرغوب فيهم، بالإضافة إلى أن بعض لجان التصويت القائمون عليها غير مؤهلين». تزكية تلقائية وبين رئيس مكتب الخدمة الميدانية رقم (أربعة) بمؤسسة جنوب آسيا المطوف سراج معتوق قصاص أن في المؤسسة لا يوجد سوى قائمة واحدة وهي التي فازت بالتزكية تلقائيا، حيث حصلت على تأييد 842 ناخبا لأنه لا يوجد أي قوائم انتخابية منافسة أخرى، لأن جميع المطوفين والمطوفات يندرجون تحت قائمة «الحاج»، مشيرا إلى أن النجاحات السابقة لقائمة «الحاج» والإنجازات المتميزة، ما أدى إلى جعلها مؤسسة رائدة في جميع المجالات وخدمة حجاج بيت الله الحرام» .