ثمانية أيام مضت على كارثة سيول جدة، ولا زال حي السامر 3 «التوفيق» يرزح تحت وطأة المياه، فيما تعمل عدة جهات على إزالتها ورفعها نحو مجرى مياه الأمطار في اتجاه البحر، من خلال قنوات التصريف. عدسة «عكاظ» رصدت مساحات كبيرة داخل الحي مغطاة بمياه الأمطار التي لا تزال تحاصر المباني والمساكن، ما قد يستلزم التعامل معها عدة أيام نظرا لزيادة رقعة المساحة المغطاة بالسيول، ارتفاع معدلها بسبب المياه الجوفية التي يعاني منها الحي منذ فترة. «عكاظ» جالت في أحياء السامر 3/4 ورصدت بعدستها بعض الجهود لإزالة تلك المياه، وذلك في ظل تواصل أعمال اللجان المشكلة من الدفاع المدني وأمانة جدة وعدة جهات أخرى، لسحب مياه الأمطار والسد الاحترازي المتراكمة منذ فترة، وذلك من خلال قنوات لنقل المياه مباشرة إلى مجرى تصريف الأمطار والسيول الواقع غرب الحي، فيما نفذ مجرى للمياه من خلال شق الأسفلت لمسافات طويلة. وكانت الإمدادات تواصلت إلى الموقع من عدة أمانات وبلديات، ساهمت في توجيه المياه إلى مجرى التصريف، فيما استخدمت عدة وسائل لمعالجة تراكم المياه، منها تركيب مضخات عمودية تحمل المياه للأعلى ومن ثم تفرغ في صهاريج محملة على شاحنات، ومواتير شفط رأسية وثابتة تعمل على مدار الساعة لتخفيض منسوب المياه. وطمأن مدير المركز الإعلامي للحالة الطارئة في محافظة جدة اللواء محمد القرني، بأن منسوب المياه سجل انخفاضا خلال الأيام الماضية، وقال «إن الجهود مستمرة على عدة محاور منها وسط الحي وشرقه وغربه، لشق قنوات لتوجيه المياه نحو مجرى التصريف»، مشيرا إلى أن معدل المياه انخفض كثيرا عن المعدل السابق، مبينا أن العمل يجري كذلك على محور السد الاحترازي لحي التوفيق، ويجري تصريف المياه حاليا من خلال مواتير متخصصة تسحبها باتجاه البحر، مشيرا إلى أن مسؤولي الأمانة أكدوا قرب انتهاء كامل أعمال سحب المياه في الجهة الغربية من سد حي التوفيق، فيما يستكمل شفط المياه من شرق السد إلى مجرى المياه خلال الأيام المقبلة، إضافة لشفط مياه الشوارع الداخلية للحي. وقدر مختصون في أمانة جدة وشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني، حجم المياه الموجودة خلف السد بنحو 8.844.388 متر مكعب تقريبا، بارتفاع يصل إلى 9.2 متر تقريبا. شق قنوات في الشوارع لتصريف مياه الأمطار والجوفية في حي السامر 3. (تصوير: محمد الزهراني، المحرر «عكاظ»). تواصل عمليات شفط المياه من شوارع الحي. طائرات عمودية ترصد الوضع في الحي. أطفال يلهون بالقرب من بقايا مركبة دمرتها أمطار جدة أخيراً. طفلة تلتقط صورة لسوء الأوضاع في الحي.