حذر عضو المجلس البلدي المنتخب عن شرق جدة بسام بن جميل أخضر، الأمانة من التأخر في اتخاذ الإجراء المناسب، لإيقاف انهيار سد التوفيق. وكشف عضو المجلس البلدي عن خلل كبير في آلية شفط المياه من أمام سد السد التوفيق، مبديا تخوفه من تكرار المأساة التي حدثت في مخطط أم الخير، وانهيار السد في حال استمرار الوضع الحالي: «وعلى الأمانة اتخاذ إجراءات عاجلة من شأنها إثارة الطمأنينة في قلوب سكان أحياء شرق الخط السريع». وأوضح أخضر: «تلقينا شكوى من المواطنين في الأيام الماضية عن وجود مخاوف من تآكل جدران السد الاحترازي في السامر التوفيق، وقمت بزيارة ميدانية برفقة مجموعة من أهالي الحي لنكتشف وجود خلل فني كبير يحتاج إلى تدخل عاجل وعدم التهاون مع الأمر حتى لا نتجرع مرارة الندم في المستقبل القريب». وبين أن: «المواتير التي تسحب المياه المتسربة من أمام السد وتعيدها خلفه كحل مؤقت، تضخ المياه بكميات كبيرة على السد الاحترازي نفسه، الأمر الذي يؤدي إلى تآكل الجسم الإسمنتي، ويساهم في صنع فجوات داخل السد الترابي، وهو أمر خطير جداً، ففي حال وصلت المياه داخل الفتحات واستمرت على هذه الطريقة فترة من الزمن ستؤدي بالتالي إلى تخلخل السد، وجعله عرضة للانهيار مع سقوط أي أمطار غزيرة في الفترة المقبلة». ونوه إلى أن سد السامر أنشئ العام الماضي عقب كارثة السيول التي ضربت بمدينة جدة، وفي أعقاب ارتفاع المياه في السد الاحترازي إلى 18 مترا، وهو أعلى مستوى يمكن أن يصل له، حيث كانت هناك أسباب عديدة وراء بناء سد السامر، أهمها أن المياه الموجودة خلف السد الاحترازي في وادي العسلا وصلت إلى 12 مليون متر مكعب: «ولا يستطيع أحد تصريفها إلا من خلال فتح السد، فكان هناك تخوف من انهيار السد وغرق حي السامر، لذا كان من الضروري البحث عن مكان لنقل هذه المياه». وأشار إلى أن أمانة جدة نسقت مع شركات متخصصة لعمل قناة لتصريف المياه مباشرة نحو سد السامر، تنزل على مجرى ومنه مباشرة إلى سد الموجود في حي التوفيق، وعملوا سبع مضخات من الجهة الجنوبية تسحب المياه من السد عبر مواسير ترتبط بمجرى السيل الشمالي. وذكر عضو المجلس البلدي أن السد تم بناؤه على حفرة كبيرة تم ردمها بمخلفات البناء، وهو الأمر الذي تسبب «حسب رأي المختصين» في ارتفاع منسوب المياه الجوفية في حي السامر، الأمر الذي دفع المجلس البلدي للتحرك والقيام بدور كبير لحماية الأحياء المجاورة، وطرح تساؤلاته على الأمانة وتم استدعاء مختصين من جامعة الملك عبدالعزيز والشركات التجارية والجلوس مع المسؤولين والمقاول، وأكدوا جميعا أن هذا النوع من السدود عملي ومعمول به في جميع أنحاء العالم، وأن السد الاحترازي الموجود في وادي العسلا هو الآخر ترابي وكذلك سد أم الخير. وأشار إلى أن أمانة جدة أخبرت المجلس البلدي خلال عرضها للمشروع على الأمانة أنه سيتم تركيب مصبات فولاذية تحت السد لحمايته من جذور المياه الجوفية، لكن بعد الانتهاء من بناء السد لم نلاحظ توقف هذه المياه: «فطالبنا خلال التوصيات الرسمية التي رفعناها للأمانة ووزارة الشؤون البلدية بضرورة إقامة مشاريع شاملة لتصريف المياه والسيول في جدة، وأكدنا أن السدود الموجودة شرق خط السريع ليست كافية لحل المشاكل الموجودة حالياً». وطالب أخضر بوضع حلول جذرية لكميات المياه التي تأتي من الأودية وتصب من شرق جدة إلى غربها، مشيرا إلى أن المشاريع الجديدة التي اعتمدتها اللجنة الوزارية ووافق عليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ستنهي هذه المشكلة بشكل جذري بمشيئة الله: «لكن الأمر يحتاج إلى تدخل وقتي وعاجل حتى تصب المواتير المياه بعيدا عن جسم السد ولا تساهم في تخلخله وانهياره» .