عندما تتأمل الصور التي تضخ في الشبكة العنكبوتية عن تداعيات كارثة جدة ستعرف أنها مدينة أفاقت بصعوبة من تداعيات سيول الكارثة الأولى ولم يكن ينقصها سيول 2011، نتحدث هنا عن الأحياء الجديدة المطبقة على مجاري السيول وأعلنت على أنها الأكثر تضررا، وهي كثيرة.. واليوم يجرى إغاثة أهاليها وقاطنيها وتقدم فرق التطوع أسمى آيات التكافل الاجتماعي. زار أمس الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية جدة، مترئسا اللجنة الوزارية المعنية بإنفاذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين حيال مواجهة ما تعرضت له المنطقة من أضرار الأمطار، ولتقصي الحقائق والتعرف عن كثب على جوانب الإهمال والتقصير، ولأن اللجنة «ستقف ميدانيا على واقع حال المدينة وما آلت إليه وتحديد مسببات تفاقم الأضرار، وصولا إلى تقديم (تصور) شامل لما يجب القيام به في كافة المجالات بما يحد من (تكرار) ما حدث مستقبلا، فضلا عن تحديد آليات تنفيذ ومتابعة ذلك، ورفع تقارير فورية لمقام خادم الحرمين الشريفين».. يهمنا هنا كمواطنين التأكيد على أن ما يحدث لا يكفي أن نقول عنه غير مقبول وفساد يجب محاربته، الناس تعبت من الكلام، تريد أفعالا ومحاسبة ورد اعتبار للمدينة التي لطمت مرتين في فترة قصيرة.. وللناس المصابين في مقدراتهم. نريد أن لا يتعدى أحد من المتنفذين وأذيالهم حدوده، وصولا إلى الإضرار بالناس، وانتهاء بالنتائج الكارثية التي ستمتد في بقية المناطق ما لم يردع ويحاسب ويقدم إلى المحاكمة كل من ساهم في كوارث جدة.. حتى لا يفقد الناس ثقتهم في الجهات المختصة بمكافحة الفساد. اليوم، جدة تحتاج أكثر من الوقوف على الأضرار، ببساطة، تحتاج «إعادة إعمار» وتخطيط من الصفر لبناها التحتية في مناطقها المنكوبة، لا أقول حفريات وتعذيب نفسي طوال العام كما يحدث في الرياض لأن التنمية لا تتجذر بالاستمرار دهورا وأزمانا، يبلغ الطفل ويتزوج الشباب ويشيب الناس وطرقاتهم يعاد تأهيلها، نريد بنى تحتية تصمد في وجه المتغيرات المناخية.. ولنا كبير الأمل في هذه اللجنة التي شكلت بقيادة فارس مكافحة الإرهاب ومهندس هذه التجربة الفريدة من نوعها الأمير نايف بن عبد العزيز، إنه لها ورجال خادم الحرمين المخلصين ومن يعلمون جيدا أن هذا المواطن البسيط ما بنى منزله إلا بشق الأنفس، وما اشترى تلك المركبات التي جرفها السيل ودمرها بالآلاف إلا بطلوع الروح.. نتمنى عليكم أن تعلنوا نتائج التحقيقات السابقة ويحاسب المجرم ويشاع العدل بين الناس ليرتدع الفسدة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة