قال إنها عاصمة المملكة الاقتصادية وليست في "الصومال" أو"الشيشان" [ B]طالب الشيخ الدكتور عائض القرني بمحاسبة المقصرين في جدة مهما كانت مستوياتهم، وقال في تصريح إلى "سبق": "لا بد من محاسبة المقصرين، وإعلان أسمائهم على الملأ؛ لأن ما حدث من جراء سيول الأمطار التي ضربت العاصمة الاقتصادية للمملكة، وما حدث للمواطنين والمقيمين من نكبات ومآسٍ، لا يمكن السكوت عليه؛ لقد غمرت المياه المنازل، وجرفت السيارات، وشلَّت حركة السير، وعطّلت مصالح العباد". مضيفاً "اتصلتُ بأصدقاء في جدة، وسمعت قصصاً مأساوية لهم؛ لذا أقول للمسؤولين في جدة اتقوا الله، وخافوا الله". وقال الشيخ القرني: "علينا أن نذرف الدموع المسكوبة على جدة المنكوبة؛ صارت جدة مشهداً نقدمه للعالم، ولكنه مشهد محرج ومخجل ومُبْكٍ في الوقت نفسه. لقد اتصل أمس الدكتور العلامة يحيى الهنيدي وقد تشتت أسرته في السيول؛ فأبناؤه في كل جهة، وهو في البيت ينادي ويستغيث، ولكن لا مجيب. وكلمني هشام الأمين من أعيان جدة قائلاً: سيارتي في السيل تركتها وذهبتُ إلى منزلي. ينبغي لنا نحن السعوديين أن ننظر إلى المسألة بجدية، سواء من المسؤولين أو الكُتّاب أو من طلبة العلم أو رجال الإعلام ". وتابع :" تأتينا كل سنة طامة تهدد الأُسَر والبيوت والسيارات، ثم نأتي ونقول سوف يحاسَب المقصرون! وأنا أعلم أنه بعد سنة ستأتينا سيول في جدة تأكل الأخضر واليابس، وسنقول سيحاسَب المقصرون! وسنستمر على هذا. 3 أخبار عالمية قارنوها بجدة. يخبرني الشيخ محسن الزهراني إنه في سريلانكا هبطت الأمطار عليهم 6 ساعات حتى ظنوا أن الطوفان قد حصل، وخرجوا إلى الطريق والشارع، ولم تبقَ نقطة ماء في الشارع. وأنا كنت في جاكرتا قبل 3 سنوات وهطلت الأمطار الغزيرة جداً وكأن السماء انفجرت بالأنهار، ثم خرجنا بعد نصف ساعة فقط، ولم يبقَ في الطريق ولا في الشارع شيء من الأمطار؛ كل المياه الغزيرة تم تصريفها بطريقة مدروسة ومتزنة ومرتبة ومنظمة". وتابع الشيخ القرني: "ينبغي علينا أن نقف وقفة قوية؛ لإنقاذ الناس في جدة. الكاتب الدكتور عبدالعزيز قاسم يخبر بأنه ذهبت سيارته، ودُمّر بيته، والماء دخل وغمر مكتبته وغمر حوش المنزل، وهو في وضع مأساوي.. الآن الماء يدخل على الناس بيوتهم، وفي طرقاتهم، وتعطلت الدراسة والمستشفيات، والجامعات، والدوائر الحكومية، وتعطلت مراجعة المريض للمستشفى، وتعطل الطالب عن الذهاب إلى مدرسته وجامعته، وتعطل الموظف عن الذهاب إلى عمله.. إنه موقف محزن". وأضاف القرني قائلاً: "أنا لم أقل هذه الصرخة وأختار صحيفة "سبق" لأتحدث من خلالها إلا لأنها الصوت الموصل للمسؤولين وللجميع". وقال الشيخ القرني: "أنا أشكر خادم الحرمين الشريفين الأب الملك العادل الناصح، وأعرف حرصه وقلبه، وقد جلست معه في مجالس خاصة وعامة، وهو يبكي على أحوال الناس". وأضاف: "ينبغي للمسؤولين في جدة أن يخافوا الله في الأمة، وأن يُحاسَب المقصر، وأن يُنقَذ البلد؛ لأن جدة الآن صارت تتصدر الأخبار العالمية، وحتى بعضهم يعلق علينا في الدول العربية المجاورة بالسخرية؛ فكيف بدولة بترولية غنية من أغنى دول العالم؛ فاحتياطنا من البترول هو الأقوى في العالم، يحدث فيها هذا؟! وأقول: إن جدة ليست كأطراف طريف وجازان، بل هي المدينة الثانية في المملكة، والعاصمة الاقتصادية للسعودية، إنها جدة التي نراها تغرق أمام العالم". وطالب الشيخ عائض القرني بإصدار قرارات مصيرية ؛ لإصلاح الطرقات وفتح الأنفاق وتشييد السدود، وأن يتم تكليف الشركات التي تقوم بذلك تكليفاً حقيقياً؛ لتحقيق نتائج يلمسها الجميع من أبناء جدة. لا نريد أوراقاً ولا تصريحات إعلامية، لا نريد دموعاً تذهب في الهواء، نريد عملاً، نريد بعد أسبوع أن تنزل الشركات تعمل في السدود والجسور والأنفاق، وأن يحاسَب المقصر، ونرى مَنْ هؤلاء المقصرون، وتُعلن أسماؤهم على الملأ، ويحاسبوا أمام العالم". واختتم الشيخ القرني تصريحه بقوله: "أقول لأُسَر المتوفين: أحسن الله عزاءكم. وأعزي من أصيب في ماله وسيارته وبيته، وأطالب الجميع في جدة بالتكاتف، خاصة طلبة العلم ورجال الأعمال والشباب، وبالتعاون مع الجهات كافة العاملة في الإنقاذ والمساندة وفك حصار المحاصرين من الدفاع المدني والإخلاء الطبي والهيئات، كل فيما يخصه. لقد أتتني اتصالات، وطلبوا أن أشارك ولو بكلمة، والآن أقول عبر "سبق" للناس: جدة العاصمة الاقتصادية للمملكة البلد الغني تغرق أمام العالم! إنه أمر هزلي". وتساءل: "ماذا نقول لمن ينكبون في دول فقيرة كالشيشان والصومال وغيرها؟".[/b] 3