من يتأمل في مجمل أوضاع العالم العربي السياسية وما يحدث له من انحدار متسارع ينزلق به إلى الهاوية، قد تعصره الحيرة والتعجب من المآل الذي آلت إليه حال عالمنا العربي، الذي كان في يوم من الأيام ملء السمع والبصر، يقود العالم ولا ينقاد له! عالمنا العربي بات اليوم يعيش حالا بائسة في خلفياته الاقتصادية والاجتماعية. فحسب ما جاء في التقرير الصادر عن (الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية)، فإن (70 %) من إجمالي الشعب العربي يعيش حالة بؤس، يصحبها انتشار سوء التغذية والمرض والجهل والجريمة والفساد. وحسب ما يقوله مستشار السياسات الاجتماعية في برنامج الإنماء التابع للأمم المتحدة، فإن «المؤشرات الحالية ما زالت تؤكد أن (20 %) من السكان في البلاد العربية يعيشون بأقل من دولارين للفرد في اليوم، وأن أكثر من (40 %) منهم يعيشون بأقل من (2.75 %)، وأن نسبة البطالة بلغت (12 %) وهو معدل يعد من أعلى معدلات البطالة في العالم، تفوق حتى على معدلها في الدول النامية التي لم يتجاوز فيها معدل البطالة (6 %). كما أن انتشار الجوع والأمراض بين الأطفال مازال يعد مرتفعا، ومازال عدد كبير من الأطفال العرب لا يذهبون إلى المدارس، ويزيد العدد بين الأطفال العراقيين والفلسطينيين حيث تقدر نسبة الأطفال خارج المدرسة (25 %)!!» بعد هذا الوصف المرعب لما آل إليه حال العرب في خلفياتهم الاقتصادية والاجتماعية، هل ثمة استغراب أن انحدر العالم العربي على سلم السياسة؟!! رغم أنه أمر مسلم به، وأن تلك الإحصاءات ليست متماثلة في كل بلد عربي، وأنه لا خلاف حول وجود تفاوت كبير بين الدول العربية في معدلات الفقر وانتشار التعليم، إلا أن ما يلوح في أفق الإحصاءات يشير إلى أن الفقر لم يعد منحصرا في أماكن محدودة من البلاد العربية، وأنه بات يسير متقدما بخطى واثقة نحو بلدان لم يكن ليجرؤ على الاقتراب منها!! ما يحز في النفوس، أن العالم العربي في واقعه الاقتصادي قادر على أن يعيش حياة أفضل بكثير مما هو فيه، فمنذ كنا صغارا ونحن نلقن ضمن دروسنا الجغرافية أن العالم العربي، الوطن الكبير، يحظى بموقع استراتيجي في وسط قارات العالم، ويمتلك أراضي زراعية تكفي احتياجاته وتزيد، وعنده من مخزون الطاقة والمعادن المتنوعة ما يغرقه بالمال، وفيه من الأيدي العاملة ما يسد حاجته إلى قوة العمل، وبين أبنائه من لا ينقصهم الذكاء والإبداع. وأن هذه المعطيات كلها تؤهله لأن يعيش حياة مرفهة هانئة!! لكنا لا نرى شيئا كثيرا من ذلك؟. ص. ب 86621 الرياض 11622 فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة