.. البيع بالتقسيط الذي ينتهي بالتمليك طريقة جذابة لأصحاب الدخل المحدود الذين يحلمون بشراء سلعة ما، ولكن إمكاناتهم المادية لا تمكنهم من الحصول عليها لضيق ذات اليد. وحلا لهذه المعضلة وجد الكثير من محدودي الدخل، أو الدخل الأقل من المحدود فرصة لتحقيق أحلامهم من خلال اقتناء السلعة التي يحلمون بها من خلال الشراء بالتقسيط الذي ينتهي بالتمليك تحت ضغط الحاجة من ناحية، وبمعسول التسهيلات التي تعلن عنها المؤسسات التجارية. أخي الأستاذ فهد عامر الأحمدي كشف فيما كتبه في العدد (15540) من جريدة الرياض ما قد تخبئه الأيام لمن يتورط بالشراء المنتهي بالتقسيط بهذه الرواية التي قال فيها: قبل سنوات ذهبت لشراء سيارة بقسط شهري يعتمد على التأجير المنتهي بالتمليك (أو هكذا فهمت) وحين وصلت للشركة فوجئت بأن الموظف المسؤول كان «عدنان» زميلي القديم في الثانوي، وبعد أن انتهينا من أحاديث الذكريات نصحني بعدم شراء السيارة بهذه الطريقة، فسألته لماذا فقال: لأنه ليست «تمليك» كما تذكر بل «وعد بالتمليك» فقلت: وما الفرق، قال: الأول التمليك فيه مؤكد ويأتي ضمن شروط العقد، أما الثاني فمجرد «وعد» تمنحك إياه الشركة وفي النهاية لها الخيار بإعطائك السيارة من عدمه. قلت: ولماذا استبدلتم كلمة التمليك (الذي يضمن حق المواطن) بكلمة الوعد بالتمليك (الذي يتركه معلقا تحت رحمة الشركة) قال: لأن هناك فتوى تحرم التمليك والتأجير في آن واحد وأن المخرج الوحيد هو استبدال كلمة «التمليك» ب«الهبة» أو «الوعد بالتمليك» عند انتهاء التأجير، وسألته: وماذا كان موقفكم أنتم كشركة.. ابتسم بخبث وقال: الفتوى تصب في صالحنا كوننا أصبحنا قادرين على استعادة السيارة في أي وقت ولم يعد يحكمنا غير وعد ب(الهبة) يمكن التنصل منه بأي عذر. ثم استطرد قائلا: وبيني وبينك لدينا موظفون مختصون بسحب سيارات العملاء من أمام بيوتهم في أي وقت تشاء، قلت: وهل يكسرون الأبواب والأقفال كما في أفلام هوليود.. ضحك وقال: لا فنحن نحتفظ منذ البداية بأحد المفاتيح الأصلية.. قلت وماذا لو أبلغ العميل الشرطة؟ قال: لو قرأت العقد جيدا ستدرك أن الجميع يقف في صفنا من الشرطة والمرور إلى الشرع والقضاء كونها «سيارتنا» وما زالت باسمنا (ويحمد ربه أننا لم نتهمه بسرقتها). شكرته على النصيحة وقلت له وأنا أهم بالخروج «بصراحة أنت أغبى بائع شريف في هذه البلد!!» وهذه القصة أيها السادة مجرد مثال على معاملات مالية وبنكية وتجارية (حلال) ولكنها أسوأ من (الحرام) في نتائجها على المواطن المسكين. فمن الحرام مثلا أن تقرضك البنوك بفائدة ربوية (حتى لو كانت 1%) ولكن من الحلال أن تقرضك بطريقة تأخذ ما بين 20% و 50 % فوق المبلغ الأصلي (وهي نسبة لا تحلم بها بنوك الشرق والغرب) .. ومن الحرام أن تتملك منزلا بفائدة، ولكن من الحلال أن تدفع إيجاره لمدة 25 عاما (وهي مدة تهون أمام أي سيارة) ثم تفاجأ في النهاية بتنصل البنك من وعده بالتمليك هذا إن مد الله في عمرك أصلا لترى الصك بعينك. ترى ماذا يقول علماؤنا الأجلاء في هذا التحايل الذي تمارسه الشركات والبنوك؟ إن الكثير .. والكثير جدا من عامة الناس متورطون في هذه البلوى التي باتت تهدد الكثير بالسجن أو العوز، ولذا فإن من المهم أن يقرأ الناس ما يهديهم إلى طريق الصواب والله يهدي للحق وهو أرحم الراحمين. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة