خيام بيضاء غطت الرمال الصفراء في بوابة مكة، غرس أوتادها السكان، بحثا عن الهدوء والأجواء الربيعية، مع تلبد السماء بالغيوم في موسم هطول الأمطار، ما حول الأرض إلى مسطحات خضراء، وغياب الشمس الحارقة التي اعتاد عليها من يقطن على ثرى العاصمة المقدسة، حتى سميت برمضاء مكة. ورغم ما كشفته دراسة بعنوان «التباين اليومي لدرجات الحرارة في مكةالمكرمة» عن تأثير الموقع الفلكي في درجة الحرارة نتيجة تعامد الإشعاع الشمسي، على دوائر العرض للمدينة مرتين، إلا أن ارتفاع درجات الحرارة لم يعد هاجسا يؤرق السكان، خصوصا في هذه الأيام، فمنذ 30 يوما غابت الشمس وتتابع هطول الأمطار، وتحولت رمال وقفار بوابة مكة إلى متنزهات نصبت فيها الخيام، وأشعلت فيها نيران التدفئة للوقاية من لسعة البرد القارس، وتحولت إلى سوق رائجة لأصحاب الدراجات النارية وألعاب الأطفال المتنقلة، ولسان حال المتنزهين وأعينهم ترقب ساعة بزوغ منتزه مكة الوطني الواقع في محاذاة طريق مكةجدة السريع، مع غياب المتنفسات وأماكن الترفيه عن أحياء مكة ما دفعهم إلى البحث عن بدائل للتنزه، في حين أكد أمين العاصمة المقدسة الدكتور إسامة بن فضل البار «أن منتزه مكة الوطني الذي ينشأ على مساحة 21 ألف متر مربع سيرى النور قريبا».