يعد منتزه القصيم الوطني في الطرفية الواقع شمال مدينة بريدة، منتجعا بريا جاذبا لسكان المدينة والمحافظات والبلدات القريبة خلال فترة الربيع وفصل الشتاء، حيث تنتشر الخيام البيضاء في أرجاء المنتزه مشكلة لوحة جمالية تسر الناظرين. ولكن هذا الوجه الجمالي يتعرض للتشويه في ظل غياب الخدمات التي تواكب صورة المنتزه الخلابة، وتتمثل في عدم وجود مراكز للدفاع المدني، ما يؤرق مضاجع المتنزهين خوفا من حدوث حريق يتسبب في كارثة حقيقية، خصوصا وأن أقرب مركز للدفاع المدني يبعد عن الموقع بنحو 20 كيلو مترا تقريبا. وأوضح ل «عكاظ» المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني في منطقة القصيم الرائد إبراهيم أبا الخيل، إن نشر خدمات الدفاع المدني تكون من خلال دراسات علمية دقيقة تأخذ بالاعتبار عدة عوامل منها أهمية الموقع والكثافة السكانية والتجارية، وقال: «لا شك أن المنتزهات البرية تحظى بإقبال كبير من المتنزهين خلال فصلي الشتاء والربيع، وإن الدفاع المدني لم يغفل ذلك بل يقوم بجولات وقائية على تلك المواقع ومنها منتزه عريق الطرفية». وأضاف: «تقوم دوريات السلامة بجولات يومية على المنتزه للتأكد من مستوى السلامة العامة وإزالة كل ما يشكل خطورة على المتنزهين، مع مراعاة المهرجانات التي تنظم في مثل هذه الأيام، حيث تتمركز فرقة إطفاء في الموقع حتى نهاية تلك المهرجانات». وذكر الرائد أبا الخيل، أن منطقة القصيم مترامية الأطراف وتحتوي على العديد من المنتزهات البرية سواء في مدينة بريدة أو بقية المحافظات، وهنا يصعب تغطية جميع تلك المواقع بوحدات إطفاء، دون وضع خطة وقائية تتضمن عمل دوريات سلامة يومية مع استحداث فرق إطفاء موسمية عندما تتطلب الحاجة لذلك. إلى ذلك، بين عبد الرحمن التويجري من سكان مركز الطرفية المجاور للمنتزه، أن المركز يشكو من عدم توافر أو وجود مركز دائم للدفاع المدني يباشر الحوادث حال حدوثها، خصوصا وأن أقرب فرقة للدفاع المدني تبعد عن المنتزه بمسافة 20 كيلو مترا. واعتبر المواطن عبد الله السماعيل المنتزه المتنفس الذي يقضون داخله بعض الوقت بصحبة الأهل والأقارب، وسط جو بري يبعث في النفس الطمأنينة والراحة، وقال: «طبيعة المنتزه الصحراوية البعيدة عن ضجيج المدينة تبعث الراحة والهواء العليل، لذلك يرتاده آلاف الزوار، ولكن هذه الخاصية تنقصها تواجد القطاعات الحكومية ومنها الخدمية بالطبع».