أطلت طفلة مسفر، من ثقب الخيمة المهترئة بعيون ذابلة وقد تلخصت نظراتها من خلف الخباء، كل معاناة أسرتها المكونة من أخواتها الثلاث وإخوتها الخمسة، والتي لم يجد والدهم مكانا يؤويهم بعد طردهم من منزلهم لعدم قدرته على الاستمرار في سداد الإيجار، سوى خيمة نصبها إلى جوار جبل في الشميسي جنوب شرق مدينة جدة، إضافة لسيارته القديمة التي حولها إلى مكان لنوم أطفاله، فيما اتخذ من الصخور موضعا لأثاث المطبخ ونشر الملابس! لكن ما الذي أوصله إلى هذه الحالة، يقول مسفر: كنت أسكن في منزل بالإيجار أحرص على سداد قيمته أولا بأول، لكن منذ أن تقاعدت من عملي تغيرت أحوالي! أصبحت مديونا وغير قادر على سداد الديون أو سداد قيمة إيجار المنزل، فحتى الآن لم أتقاضى قرشا واحدا من مصلحة التقاعد لخدمة 27 عاما، وهذا جعلني أعيش في ظروف صعبة، ولم أجد مكان يؤوني مع أسرتي سوى هذا الموقع الذي يسترني مع أولادي الذين يذاكرون دروسهم على ضوء السيارة.