أكد مدير قناة الإخبارية في التلفزيون السعودي مجري القحطاني على ضرورة أن يكون هناك فرق إعلامية لإدارة الأزمات أثناء الكوارث تتابع الأحداث والطوارئ كما هو الحال في أمريكا وأستراليا وكما هو شأن الدفاع المدني، مشيرا إلى أن هذا ما ابتدعته الإخبارية في موسم الحج الفائت، وذلك عندما جهزت فريقا إعلاميا خاصا بها في المشاعر تكون مهمته فقط الطوارئ ولا يعمل في التغطيات المعتادة في الموسم، لافتا أنه قام بمهامه بشكل فعال. جاء ذلك ردا على سؤال ل «عكاظ» للإعلاميين في أعقاب الحدث عما إذا كان الإعلام قد اضطلع بالدور المناط به في التغطية الإخبارية لأمطار الأربعاء، وما إذا كان على مستوى الحدث. وكشف القحطاني أن الإخبارية كانت أول من أعلن نقلا عن مصدر رسمي ظهر أول من أمس أن عدد الضحايا بلغ الخمس، وهو عدد مرشح للارتفاع خلال الليل، مشيرا إلى أن غزارة الأمطار وهطولها العام الماضي كانت منحصرة في شرق وجنوب جدة خلافا للأمطار هذه المرة والتي هطلت على مختلف مناطق جدة وتحديدا على 23 حيا من أحيائها حسب تصريح من مدير الدفاع المدني، مشيرا إلى أن القناة كانت في تواصل مع المتضررين من الكارثة بحجم تواصلهم مع الدفاع المدني الذي أصبح الاتصال به أكثر صعوبة في ظل انشغاله بجسامة الأضرار التي خلفتها الأمطار، والسيول التي جرت في شوارع جدة الرئيسة والفرعية وحتى الشوارع الخلفية، ما أحدث نوعا من الرعب والاحتجاز الإجباري لكثير من الناس في حركتهم اليومية وتحديدا الطلبة الذين جاء موعد الأمطار متوافقا مع مواعيد اختباراتهم وخروجهم من مدارسهم. وأضاف نحن في بلدنا بشكل عام معرضون لتغيرات مناخية كبيرة ليس في جدة فقط، مذكرا في سياق ذلك بأمطار الرياض أخيرا، لافتا أن الخسائر في الأرواح كانت أقل بكثير مما شهدته كارثة جدة العام الماضي. وعن الطريقة التي تم بها تغطية الحدث، أوضح مراسل الإخبارية ناصر الدعجاني أنه ربما لاحظ المتابع ما قرره مدير القناة من تغيير في خارطة البث حيث تحولت النشرات من نصف ساعة إلى ساعة طوال البث وتحويل الموجز من 5 دقائق إلى فترة مفتوحة، مؤكدا تواصلهم مع المشاهد والمحتجزين بفعل الأمطار ومع الدفاع المدني الذي صعب على كثيرين من المحتجزين والمتضررين الوصول إليه بما في ذلك فرقنا الإعلامية. وأعرب الدعجاني عن أمله فيما لو تحقق الفضل بنسبة أكبر، مشيرا إلى تواصل كثير من الحالات المتضررة مع القناة مباشرة أو من خلال مكتب القناة في جدة الذي تحرك جميع مراسليه إلى الميدان محمد عابد وعبدالله الغامدي ومها حلواني وسلمان حبجر وغيرهم. وأقول إننا ورغم صعوبة تحرك فرق الإخبارية حاولنا نقل المشهد والالتقاء المستمر بالمسؤولين حتى أن الطائف ومكة المكرمة تحولتا إلى مواقع الأحداث في جدة لمساعدة الناس وعلى وجه الخصوص في منطقة الجامعة ودار الحكمة والبنك الإسلامي وهي المواقع التي شهدت عددا من الاحتجازات الطويلة مشيرا للأرقام الجديدة التي عرضت أمس بصورة مستمرة في الشريط الإخباري للمستغيثين لربطهم بفرق عمليات الإنقاذ المشتركة بين الدفاع المدني والإمارة. مما سهل مهامنا في إيصال نداء الملهوفين ولعب دورنا كإعلام مسؤول وإذا كان هناك تقصير فإن ذلك يعود لصعوبة الحركة والتواجد في كل الأمكنة حيث عانينا كثيرا جدا في التنقل بأجهزتنا ومركباتنا. وعلى صعيد متصل كان استوديو إذاعة جدة قد خصص البث مفتوحا للتعامل مع الكارثة طوال يوم الأربعاء إلى حين انقطاع البث حيث أكدت مديرة إذاعة البرنامج الثاني دلال ضياء أن الزملاء في القسم الهندسي كانوا على تواصل مباشر لتحقيق هدفها في الربط بين الدفاع المدني والمحتجزين.