كشف وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة، أن مشروع إذاعة جدة سينجز خلال الشهرين المقبلين، مبينا أن الوزارة ستنشئ فرعا جديدا لها في حي النزلة، ليحل بديلا عن المبنى الحالي بجوار مبنى التلفزيون. وأقر الوزير خوجة بتقصير وسائل الإعلام الرسمية في تغطيات أحداث كارثة جدة وتداعياتها، مرجعا ذلك إلى أن «الكارثة مفاجئة وأكبر من التغطيات الإعلامية»، فضلا عن عدم توفر وسائل تساعد على التعامل مع المناخ السائد في ذلك الوقت. وقال خوجة «لا أستطيع القول إن عملنا كان على الوجه الكامل فمهما بذلنا من جهد فإننا نعترف بالتقصير في زوايا معينة»، مضيفا «الكارثة أكبر من أن تعبر عنها أية تغطية سواء كانت على شكل صورة أو مقالات أو تغطيات أخرى متنوعة». وبين وزير الثقافة والإعلام أن تغطيات الكارثة ليست حصرا على التلفزيون «فهناك جوانب أخرى متعددة كالتغطية الخبرية، التحليل، المساءلة، والبحث في أوجه القصور». ونبه خوجة إلى أن التلفزيون السعودي استعان بتوثيقات شخصية لأهالي جدة، مبينا في الوقت ذاته «ركزنا على الجوانب الإيجابية للدفاع المدني ولم نركز على السلبيات الحاصلة إزاء الكارثة»، مؤكدا القول «الكارثة أصابتنا كلنا في الصميم ونحن حاولنا جهدنا». وكان الوزير الذي يتواصل مع الجمهور عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أكد أن تقييمهم للإعلام الرسمي سيكون بمثابة قرارات ملزمة للوزارة متعهدا بتنفيذها بحذافيرها. وقال خوجة «حديثي عن انتقاداتكم للتلفزيون في تغطية الكارثة ليس لتبرئة النفس، إنني متألم مثلكم وأكثر، جراح جدة هي جراح جسدي وروحي وهي المدينة التي منحتني الكثير، إنني أشعر بالتقصير والقصور وأعتذر، لكنكم لا تعلمون أن الوزارة تعرضت لأضرار جسيمة، الموظفون والموظفات احتجزتهم الأمطار في مقار العمل، والمراسلون تعرضوا لأخطار جمة، بالإضافة إلى العديد من التلفيات بسبب الكارثة، انتقاداتكم إن لم أكن أحترمها فإنني أؤيدها». وبشأن الانتقادات الأخرى التي طالت التلفزيون الرسمي نفى وزير الثقافة والإعلام منع التحدث عن الأضرار والشهداء، في حين «بذلت قناة الإخبارية كل جهدها لتغطية الحدث وفق إمكاناتها التي كانت معظمها في الإخبارية والإذاعة»، وعاد ليقول مؤكدا «الانتقادات التي وجهت للتلفزيون احترمها وسأعمل على معالجتها وفق الإمكانات». وفي مداخلة إذاعية لبرنامج «صحافة وآراء» في إذاعة البرنامج الثاني من جدة، والذي خصص لسيول جدة، ويقدمه فهد الياسي، شكر الوزير خوجة العاملين في الإذاعة والتلفزيون على ما بذلوه من جهد، موضحا «نحن لا ندعي المثالية وإنما بذلنا جهدا سواء في الإذاعة أو التلفزيون، ولكننا بقدر الإمكان حاولنا، ولا أقول إننا قمنا بعمل مثالي، ولكن أستطيع أن أقول إننا ساهمنا مساهمة كبيرة وجيدة في هذا العمل». وأضاف «واجبنا كإعلاميين ومسؤولين في الإعلام أن نغطي الواقع، ونعطي المعلومة الصحيحة، ونساعد على إنقاذ المواطن في أي موقع، وهذا واجنبا كإعلاميين، وأن نساهم في أي حدث مثل هذا الذي وقع في جدة، التي تعد كارثة طبيعية وأكبر من إمكانيات كثير من المؤسسات». وأوضح خوجة أن المسؤولين يسعون في إصلاح الأخطاء التي نواجهها بكل شفافية وأكثر واقعية. وقال خوجة معقبا «إن ما حدث في جدة كارثة كبيرة جدا، وكان من الممكن ألا تكون بهذه الصورة لو نفذت المشاريع في الوقت المناسب»، وأوضح أن «خادم الحرمين الشريفين يوجه ويدعم كل المشاريع، ويطلب من الجميع أن تسير الأمور بأسرع ما يمكن، ويجب نحن كمسؤولين أن نكون على قدر المسؤولية، ونحن كمواطنين نتألم لما حدث لإخواننا».