عندما يقع حدث مهم في إحدى مدن المملكة فإن المواطنين يتهافتون على القنوات الفضائية السعودية؛ للبحث عن المعلومة الصحيحة ومتابعة الخبر بالصوت والصورة، ولكن المتابع لقنواتنا الرسمية يجدها أضعف بكثير مما يجب أن تكون عليه!! بعد أن هطلت الأمطار الأخيرة على محافظة جدة يوم الأربعاء 22/ 2 /1432 ه تنقلتُ بين القنوات الفضائية السعودية؛ علَّني أجد تغطية مناسبة للحدث، وكان من بين القنوات التي أضعت أمامها الكثير من الوقت دون أن أحصل على ما أريد قناة الإخبارية السعودية!! فما إنْ يحين موعد نشرتها الإخبارية ويأتي الدور على أخبار الأمطار حتى يبدأ المذيع في الاتصال بمراسلي القناة المنتشرين في أطراف جدة؛ ليسألهم عما استُجِدَّ من أحداث، ولكن اللافت في الأمر أن الصورة المصاحبة للمكالمة ليست على الهواء، ولكنها عبارة عن تسجيل قصير يعاد تكراره مرات ومرات حتى يصيبك السأم والملل.. أما مراسل القناة فمن المستحيل أن تراه على الهواء مباشرة!! وقد تكرر هذا في جميع نشرات القناة طيلة يوم الأربعاء!! للأسف قناة الإخبارية ليس لها من اسمها نصيب يُذكر!! ومع أنه يفترض بها أن تكون أكثر القنوات حضوراً لتغطية الأخبار المحلية بخاصة إلا أنها في أحداث جدة لم تُقدّم شيئاً يُحسب لها!! لذا فإن الأولى لها أن تُغيّر اسمها من الإخبارية إلى أي اسم آخر، أو تتحول إلى إذاعة تُبثّ عبر الأثير، وتستبدل بمقولة "أعزاءنا المشاهدين" مقولة "أعزاءنا المستمعين"!! لأن شاشتها لم تقم بدورها كما يجب!! ومن نافلة القول أن الكثير من مواقع الأخبار والفيديو على الإنترنت كانت أكثر مهارة في نقل الحدث من قناة الإخبارية وغيرها من القنوات الفضائية السعودية، التي نقلت الحدث على استحياء!! مما يجب ذكره أن بعض القنوات السعودية الخاصة كقناتَيْ المجد ودليل كان لها حضور متميز في تسليط الضوء على ما حدث في محافظة جدة من فيضانات مدمرة؛ حيث قدمت القناتان تغطية مباشرة، وتواصلت مع العشرات من المتضررين، ونقلت الصورة كما يجب أن تنقل بكل شفافية واقتدار؛ فالشكر كل الشكر للقائمين على هاتين القناتين المخلصتين اللتين تميزتا في تغطية كارثة جدة.