بينما البرق يضرب بقوة، وأصوات الرعد ترتفع، والأمطار تنهمر بغزارة، لم يجد حربي هليل وأحفاده غير غرفة قصية في منزله الشعبي في حي الرحاب شرقي مدينة جدة للاحتماء من خطر السيول. يروي ل «عكاظ» الساعات العصيبة التي قضاها في مواجهة المطر داخل غرفة من ستة أمتار مربعة «سلمت أمري لله وجمعت أحفادي في غرفة واحدة احتماء من الخطر، كنت أعتقد أن هذه الغرفة المحصنة ضد كل شيء ستكون قادرة على الصمود في وجه زخات المطر، غير أن حلمي تبدد». ويضيف «بينما أحفادي يتحلقون حولي وأنا أسبح وأدعو، تدفقت المياه من كل صوب لكنني تشبثت بالغرفة رغم اتصالات أبنائي وتوسلاتهم أن أغادر المنزل إن لم يكن حفاظا على سلامة الأحفاد فسلامتي بالنسبة لهم غاية المنى». وزاد «حضر أفراد الدفاع المدني واقتحموا الصعاب، وأنقذونا جميعا بعد أن دخلت المياه إلى المنزل، وأنا وأحفادي نتحصن في الغرفة ذاتها». يسكن حربي هليل منزلا شعبيا منذ فترة غير قصيرة، ويرى أن «بيت قد المراية خير من كل شهر هات كراية»، ويسكن حربي وأحفاده في دار إيواء أمنته لهم فرق الدفاع المدني في حي الصفا، إضافة إلى المأكل والمشرب والملبس. يسرد هليل رحلة العمر بالقول «عاصرت ظروفا أشد قسوة، ومررت بتجارب أكثر مرارة، غير أن سيول جدة أقوى هولا من كل ما رأيت»، ويجزم أن بقاءه في المنزل خير من المغامرة والسباحة في برك المياه حيث المجهول والأمراض ومخاطر الغرق، وخلص إلى القول «الحمد لله أسكن الآن وأسرتي في شقة فاخرة، وأشعر بطمأنينة بعد أن عشت ساعات عصيبة جدا».