أدى افتقار محافظة أملج ثاني مدن منطقة تبوك من حيث المساحة والسكان، لفرع لمكتب العمل والعمال والجوازات، واعتماد المحافظة على مندوب من مكتب العمل والعمال في محافظة الوجه شمالي أملج، إلى غياب تنظيم السوق في المحافظة وتكوين فرص لانتشار العمالة غير العاملة بقانونية المزاولة لأنشطة وأعمال تجارية وخدمية كثيرة مسببة فوضى عارمة في سوق العمل وسيطرة شبه مطلقة على فرص الرزق. وتسيطر العمالة السائبة على سوق الخضار والأسماك الأمر الذي غذى تقليل أبواب العمل لدى شباب المحافظة. يقول غيث فزاع وأحمد سعيد وسعد سليمان وبدر أحمد إنهم لم يجدوا فرصا وظيفية في المدن الكبيرة فاتجهوا إلى سوقي الخضار والأسماك في أملج إلا أنهم اصطدموا بتكتل العمالة مستغلين غياب جهة الاختصاص ومتجاهلين في الوقت ذاته أنظمة العمل والعمال. ويؤرق بال فهد الجهني وهو أحد سكان المحافظة المخالفات والتجاوزات التي ترتكبها العمالة في ظل سعيها الدؤوب للربح السريع. وهنا يشير عايد مناع وخالد عليان وهما رجلا أعمال من المحافظة إلى أن افتتاح فرع للجوازات يعد مطلبا ملحا في ظل تضاعف أعداد الوافدين المجهولين. مؤكدين أن العمالة تدير أنشطة تجارية بطرق عشوائية لا تراعي الاشتراطات الصحية أو معايير ومواصفات الجودة ما ينعكس سلبا على التنمية في المدينة. وتمنت نجلاء الجهني وهي طالبة جامعية، على المسؤولين عدم غض الطرف عن هذه القضية الوطنية «افتقار المحافظة لإدارة جوازات ومكتب عمل متكامل جعلها ملاذا آمنا للمخالفين والمتخلفين» لافتة إلى أن صمت جهات الاختصاص غير المبرر أدى إلى تهاون العديد من الأهالي بهذا الموضوع حتى أصبح التستر على هذه الفئة أمرا مقبولا في الوقت الذي تقف فيه الأجهزة الرسمية بكل طاقاتها لمكافحته والقضاء عليه حفاظا على مكتسبات الوطن واقتصاده ومنع الجريمة والسيطرة عليها، وقالت الجهني إن رفع وعي المجتمع بهذه القضية الخطيرة مرهون بالتواجد الدائم لجهات الاختصاص ومراقبة الأسواق كل جهة في مجالها ما من شأنه اكتمال المشهد ووعي المواطن بأبعاد التستر على المجهولين أو تشغيل المخالفين لأنظمة العمل. جهات عدة تقاذفت كرة المسؤولية، فمن إدارة جوازات منطقة تبوك أوضح الناطق الإعلامي الرائد منصور الناصر أن إدارته تتابع ما يرد من بلاغات بهذا الخصوص وتتخذ الإجراءات اللازمة لافتا إلى أن الشرطة تحل مكانهم، في ظل قلة البلاغات الواردة بهذا الشأن، وأضاف الناصر أن فتح فرع للجوازات في أملج يعتمد على مدى الحاجة لذلك وهذا الأمر تقرره المديرية العامة للجوازات. وأبان الناطق الإعلامي لجوازات تبوك أن هناك فرعا للجوازات في محافظة الوجه يباشر بدوره الوضع في أملج ويتعامل مع البلاغات الواردة، مؤكدا أن مراقبة الأسواق والعاملين فيها ومدى تقيدهم بأنظمة العمل ليست من اختصاص إدارته. وفي ذات الإطار تعثرت الاتصالات بالناطق الإعلامي لوزارة العمل حطاب العنزي في حين توارى مسؤولو مكتب العمل في محافظة الوجه وراء عبارة (غير مصرح لنا بالحديث) وذات الأمر انتهجه مندوب المكتب في محافظة أملج.