قال وزير العمل المهندس عادل فقيه الخميس الماضي، على صفحات هذه الجريدة: إن الوزارة تدرس موضوع السعودة، نعم هي نفس السعودة التي ولدت في غيبوبة، ونامت في الأدراج خمس عشرة سنة، ليستفيد منها موظفون يأخذون المال في اجتماعات، ودراسات ويصدرون توصيات لا ينفذها أحد ولا حتى بقوة النظام، وتعالوا معي انظروا لصور أطفال (شباب) السعودة ينتظرون أمام مباني ضخمة يحملون الملف العلاقي الأخضر (كنت أتمنى أنه أسود) وكأنهم متسولون جائعون على أبواب لئام، وهو فعلا منظر لا يليق بدوائرنا الحكومية، والأهلية، وهو مظهر مسيء يجيء من ضعف التنظيم، والإبطاء المتعمد، والتطفيش بعبارة (هات تلفونك ونرد عليك) وكلها أمور آن لها أن تنتهي، وأن يقال للشابة والشباب بالصريح (اقلب وجهك) لأن هذه العبارة أحب للشاب من الانتظار بين الصحوة، والغفوة، والهم والغم في فضاء لا حدود له ينتظر اتصالا لا يأتي (في انتظار جودو). في التفاصيل لقيت خالد، شاب أعرفه شخصيا كان سابقا مقيما في مقاهي الشيشة التي لا أدخنها، يقضي دواما كاملا في المقهى لمجرد البقاء بين الناس، ويحظى (مركازه) بكثير من الشباب لعذوبة حديثه؛ خالد يروي العجب العجاب عن محاولاته المستميتة في الحصول على وظيفة بما لا يتسع لكتابته المكان هنا؛ لكني أورد حكاية واحدة عن التعب الذي لقيه بالتردد على وعد بوظيفة، هذا شيء عادي، غير العادي، أنه طلب للمقابلة خمس مرات خلال شهرين، ثم اتصل عليه ليأتي للمقابلة السادسة من قبل الشركة ليقابل مدير الشركة الكبرى، فرد لقد قابلت المدير، قالوا له المدير الأول استقال جاء مدير جديد يريد أن يقابلك. أنا توقعت سبب هذه المقابلات الكثيرة هو أن ملفه وملف عشرات معه في تلك الشركة الكبرى موضوعة على رف إلى جانب المدير، يجري خلاله هو وموظفوه مقابلات كاذبة ليرصد تاريخ المقابلة فيقدمها للجان السعودة بدلا من توظيف هؤلاء الشباب. قضية أخرى هي مقابلات الشباب الراغب في العمل في شكل حشود كبيرة، أقول، مفترضا حسن نية الشركة، أو القطاع الحكومي: إن طريقة الحشود يجب أن تنتهي عن طريق بدء استقبال الشباب والشابات الراغبين على دفعات قليلة، وتهيئة مكان مريح لهم لانتظار إنهاء معاملاتهم إن وجدت؟، فهؤلاء الشباب، والشابات مواطنون لهم الحق في التقدم للعمل براحة، وكرامة، وسواء قبلوا أو (مرمطوا) بلا هدف، فلا يجوز إغلاق الأبواب في وجوههم وتركهم خارج المباني على الأرصفة يحملون ملفاتهم الخضراء، لأن هذا المظهر برمته يأتي من موظف صغير متسلط يستمتع بتحقيق ذاته على حساب هؤلاء. اليوم الوسائل الإلكترونية للتقديم ميسرة، وسهلة، وتحديد المواعيد على دفعات سينهي هذه التجمعات المؤلمة للعاطلين الشباب والشابات، فهي حقيقة تؤذينا نفسيا، وهي مظهر إذلال غير حضاري في إدارة الورق، وهذا ينطبق على كثير من الدوائر التي يتعامل معها المواطن، فلا بأس أن يجد طابورا معقول الطول؛ لكن أن تجد أناسا بالعشرات أو المئات، من السعوديين أو غير السعوديين شيء لا يليق. أتمنى على المهندس عادل فقيه أن يغيب هذه الكلمة (السعودة) فهي كلمة أضرت أكثر مما نفعت، واستبدالها بشعار (العمل لكل السعوديين). [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة