شكل سوق الخميس الشعبي في تبوك مصدرا مهما لتوفير لقمة العيش والكسب الحلال للعديد من النساء اللواتي أجبرتهن ظروفهن الحياتية على منافسة الرجال في البيع والشراء من وراء بسطات متواضعة. في كل خميس تنطلق البائعات في رحلتهن الأسبوعية تجاه السوق منذ الصباح الباكر يعملن بجد واجتهاد ليعدن إلى منازلهن في المساء منهكات وبحصيلة لا تتجاوز 400 ريال في أحسن الأحوال. أم فهد تقول «أعمل في السوق منذ خمسة أعوام لتأمين متطلباتي وأسرتي اليومية، خاصة وأن أسرتي مكونة من 13 فردا، وراتب زوجي التقاعدي لا يفي باحتياجاتهم العديدة». وأضافت، «زوجي مطالب بسداد ديون كثيرة أثقلت كاهل الأسرة، لذا أنتظر يوم الخميس من كل أسبوع وأتوجه من الصباح الباكر وقبل شروق الشمس للسوق لأحجز موقعا مناسبا لعرض بضاعتي من الملابس المستخدمة التي أشتريها من الجمعيات الخيرية». وأشارت إلى أنها تعمل في بعض الأحيان لما يقارب 12 ساعة متواصلة لتجمع في نهاية الفترة المخصصة للسوق عند أذان المغرب ما يساعدها على تأمين بعض من احتياجات الأسرة اليومية ومساعدة زوجها في سداد ديونه المتراكمة عليه منذ عدة سنوات، والتي قد تعرضه إلى السجن. وتأمل إقامة سوق نسائي خاص في المنطقة من قبل الأمانة لمساعدة المحتاجات على العمل طيلة أيام الأسبوع. وتعمل أم يحيى في السوق منذ عام لتأمين احتياجات أسرتها بعد أن توفي زوجها، حيث إن راتب الضمان الاجتماعي لا يكفي لسداد إيجار المنزل وفواتير الكهرباء. تقول أم يحيى «أعمل في صنع بعض المشغولات اليدوية من الصوف وبيع الملابس المستعملة في السوق». وأضافت، «أحضر إلى السوق مع أحد أبنائي منذ الفجر لحجز موقع مناسب لعرض البضاعة، وتكون حصيلة اليوم ما بين 300 إلى 500 ريال». وعلى بسطة مجاورة اختارت أم عبد الله تجارة الأعشاب والحناء وبعض الاكسسوارات منذ خمسة أعوام لتلبية احتياجات أسرتها المكونة من عشرة أفراد، معظمهم طلاب مدارس بحاجة ماسة إلى المصروف اليومي. وتقبل المتسوقات بشكل كبير على بضاعة أم عبد الله لرخص أسعارها مقارنة بالمحال التجارية. أم محمد، تعمل في السوق منذ شهور قليلة في بيع الملبوسات المستعملة، وذلك بعدما أجبرتها ظروفها الأسرية الصعبة وغلاء المعيشة على العمل، لتوفر متطلباتها الحياتية. ولا تتجاوز حصيلة البضاعة المباعة في كثير من الأحيان 200 ريال.