من العوامل الرئيسة لنجاح الأغنية يأتي عامل الاهتمام بجودة ولكنة الكورال «المرددين» الذي يأتي عند بعض الملحنين بدرجة أكثر من مهمة، الأمر الذي يسجل نجاحا مبكرا للأغنية ويأتي عند البعض الآخر بشكل مكمل للتنفيذ دونما دقة واهتمام، الأمر الذي يضيع جهد الكثيرين من القائمين على العمل الفني فالنار دوما من مستصغر الشرر. كبار الفنانين هم من يعرفون أهمية الكورال في العمل الغنائي ويأتي في مقدمة أولئك الذين لم يصلنا من تسجيلاتهم إلا القليل من الذين يعتمدون الغناء الجماعي بشكل أكبر مثل سيد درويش الذي تلمس الدقة في هذا المنحى على أعماله ثم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب يتجلى ذاك في ألحانه التي يعتبر فيها الكورال «ثالثة الأثافي» حتى إن هناك قصة أوردها لعظمة الأمر فالموسيقار الراحل والكبير حلمي أمين ابن عم محمد الموجي ظل يفخر طوال حياته بأن عبدالوهاب اختاره ومحمد الموجي وحسني الموجي وإبراهيم رأفت ليكونوا «كورال» أغنية عبد الوهاب الشهيرة في فيلم غزل البنات «عاشق الروح» في مطلع حياته، وكلنا نعلم إلى أي مدى كانت روعة نجاح المهمة الصعبة للكورال يومها وكيف أصبح الكورال في هذه الأغنية خالدا فنيا، قد لا يعرف كثيرون أن في تلك المرحلة وحتى السبعينيات كان الموزع الموسيقي «المنوت وكاتب اللحن» هو من يختار أو يساعد الملحن في اختيار أعضاء فريق الكورال بل إن الكورال كان ينوت أيضا مثل لزمات اللحن والهسات والبريكات وما إلى ذلك. والمتابع الجيد يلاحظ تميز الكورال في أغنيتنا السعودية في السبعينيات والثمانينيات والتي كانت تنفذ في القاهرة وعلى وجه الخصوص أغنيات طلال مداح «كل مجموعته الإبداعية مع سراج عمر في تلك الفترة» ومحمد عبده «كل أعماله التي قدمها في الاستوديوهات والحفلات مع سامي إحسان » وعبادي الجوهر وتحديدا ألبوم عبادي «غرابة، الله معك، وشفته بس مرة» يلاحظ إبداع ذاك الكورال الذي كون من «عنايات .. حرم سيد الكونترول في استوديوهات ماسبيرو زكريا عامر ثم بعد ذلك سوزان وأميرة التابعي وعزة مسعود وغيرهم» وأسماء كثيرة رحلت عن دنيانا أبدعت أيما إبداع في هذا الجانب، ومن دلائل إجادة اللكنة كان ألبوم الفنان اليمني الراحل محمد سعد عبد الله من إنتاج سعودي في القاهرة «وعد الحر دين» الذي جاءت دقة الكورال فيه وكأنهن يمنيات 100 % في جودة تعكس الاهتمام بالكورال، واليوم لدينا في المملكة فريق كورال أكثر من جيد مع محمد عبده وغيره من الفنانين كون بشكل جيد من غير المحظوظين في نجومية الغناء وأصبحوا أفضل كورال هم: سعيد وأحمد باطويح وعبداللطيف إدريس وعبد الإله باجبير كفرقة كورال خاصة بفنان العرب وقبلهم كان اعتمادنا في الستينيات الميلادية على فريق الكورال في إذاعة الكويت وفي نفس الوقت في فرقة الكورال اللبنانية الموزعة في الاستوديوهات هناك.. لابد أن يكون لهذا الحديث تواصلا. فاصلة ثلاثية: يقول أحد الفلاسفة: أفضل أصدقاء الفتاة أمها ثم محفظة زوج المستقبل. ويقول آخر: الصداقة بين امرأتين تبدأ عادة على حساب ثالثة. ويقول ثالث: من الأفضل أن تتركك المرأة على أن تتركها، أنت بذلك قد تكسب صداقتها.