هذا هو الكتاب الأكثر حداثة وشمولا حول التعذيب والديمقراطية. صدر هذا الكتاب منذ نحو عام عن مطبعة جامعة برينستون الأمريكية، وهو ينتمي إلى حقل العلوم السياسية، وقال عنه المسؤولون عن النشر في جامعة برينستون إنه كتاب تقشعر له الأبدان. مؤلف هذا الكتاب هو داريوس ريجالي، وهو أحد الخبراء العالميين في مجال التعذيب، ومن خلال كتابه بتناولات التعذيب والديمقراطية، يأخذ الخبير داريوس القارئ معه في رحلة إلى سجن أبو غريب، قائلا ها هوذا العالم يرتد إلى أواخر القرن التاسع عشر. يتحدث داريوس عن العبودية ويقول إنها لا زالت موجودة ويجري ممارستها آناء الليل وبقية النهار أيضا على مساجين وأسرى باستخدام الكرسي الكهربائي مستعرضا التكنيك الأوروبي والأمريكي مجتمعين وكل تكنيك أيضا على حدة بتناولات تعذيب مساجين وأسرى وموقوفين، وكذلك أيضا يسلط الضوء على مجريات التعذيب في إسبانيا، كما يروي فنون التعذيب في سلسلة لا تنقطع من الروايات برسم حقائق التعذيب في فيتنام ولاحقا في الشرق الأوسط. يتحدث داريوس ريجالي من خلال كتابه عن الديمقراطيات الجديدة في أمريكا اللاتينية وأوروبا، كما يثير بضراوة فكرية من ناحية أخرى تطورات التعذيب بتطبيقاته التقنية، تقنية تلو الآخر في سلسلة متواترة من الإعدادات وصولا إلى استنتاجات مذهلة. وهكذا بشفافية كتب الخبير داريوس ريجالي قد تبدو الديكتاتورية أكثر إفراطا في تعذيب ضحاياها ولكن هذا لا ينفي أن الديمقراطيات في أتون القرن العشرين وما يليه تمارس من نواح أخرى تعذيبا أكثر من الممارسة الديكتاتورية. يتهم الخبير داريوس الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا بكونهم جميعا يمارسون الريادة في حقل تصدير التقنيات التي أصبحت لغة مشتركة تتداول ممارسة التعذيب، فيما عملت تلك السياسات الديمقراطية على تحويل جنودها إلى مدربين ومشرفين لتقديم صيانة جيدة من نوعها لأدوات وأجهزة وأساليب التعذيب مثل التعذيب بواسطة الكهرباء والتعذيب بواسطة الجليد والمياه والتعذيب من خلال الضوضاء والمخدرات وأوضاع الإجهاد، وهو الأمر الذي حدا ببعض المراجعات الصادرة حول الكتاب لوصفه بأنه كتاب شجاع ويثير القلق. Torture and Democracy Darius Rejali Princeton University Press, 2009 - Political Science - 880 pages