هذا كتاب يحاول من خلاله المؤلف جون شيلبي سبونج إنقاذ تعاليم الكتاب الأكثر أهمية في ثقافة وأخلاقيات الغرب ذلك هو كتاب الإنجيل المتوافر بداخله وصايا وكلمات ومعجزات وأعمال سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام في أربع صيغ بحسب أربع بصمات من خلال تدوينات متى ولوقا ومرقص ويوحنا المعروف بإنجيل المساكين العنوان الحقيقي لهذا الكتاب Rescuing the Bible from Fundamentalism ومؤلفه هو القس سبونج ويهدف من نواحي فكرية ونقدية إنجيلية إلى إنقاذ الإنجيل من الأصوليين المسيحيين، إذ يصفهم المؤلف أنهم متطرفون بمخططات تستهدف ضرب الإنجيل الحقيقي في العمق، وهو إذ يستعرض وجهة نظره بموضوعية، فهو من خلال الكتاب يطالب بقراءة هذا الكتاب والإفادة منه. في بداية الكتاب يستعرض المؤلف نشأته ودراسته وكيف قادته الظروف من خلال رحلته عبر الحياة إلى مغادرة الأصولية المسيحية ما بين عامي 1973 1986 إذ كان المؤلف نفسه عضوا في أحد الجمعيات التابعة إلى الأصولية المسيحية، وبعد دراسة لواقع هذه الأصولية أكتشف مدى خداعها لتعاليم الإنجيل وهكذا فقد أنسلخ المؤلف من الموقف الأصولي المسيحي متجها إلى إعادة قراءته لتعاليم الإنجيل لاستخلاص قيم التسامح وحب الآخرين أيضا. هنا يشير الأسقف جون سبونج إلى جملة اتهامات خطيرة يوجهها من خلال الكتاب إلى الإنجيليين محذرا رجل الشارع العادي من منحهم الدولار وراء آخر؛ لأنهم يجنون ثروات طائلة من خلال التأثير الجماهيري تلفزيونيا على الناس، وهم لا يسخرون هذه الأموال في خدمة تعاليم الإنجيل وإنما يستثمرون الكثير من أعمالهم فهم تماما مثل ثعبان من تحت التبن، وهو يصفهم بملئ قناعته أنهم لا يقلون خطورة عن أبناء الأفاعي الذين جاء ذكرهم ذات مرة في الإنجيل، ومن خلال مواعظ سيدنا المسيح عيسى بن مريم. ولواقع أكثر مصداقية يصف القس سبونج أهدافه الفكرية قائلا: إنه منذ تأليفه الكتاب، فهو عاقد العزم على وضع حد لهؤلاء الإنجيليين بسحب البساط من تحت أرجلهم وقذفهم في العراء. يصف المؤلف معظم الإنجيليين بكونهم خدعة في ذاكرة النقاء المسيحي الصحيح، وهم يمثلون أسوأ طائفة ابتلي به الأنجيل الحقيقي ناهيك عن كون الكثير منهم يمارسون التنويم المغناطيسي الجماعي لعموم المسيحيين في أمريكا.. هذا الكتاب وفق رؤية المؤلف بيان ديني ومن خلاله يشرح المؤلف خدعا وملابسات يلجأ إليها الإنجيليون لتضليل الناس وأكل أموالهم بغير الحق وفي الوقت نفسه فهو يسعى جاهدا لفض الاشتباك الديني بين أتباع العهد القديم ومن جاءوا خلفهم وتبعوا تعاليم العهد الجديد، فهو يدعو إلى التسامح ويقول إنه من أجل ايضاح تبيانه الفكري فقد قضى من حياته 17 عاما باحثا عن الحقيقة بطي تفهم الإنجيل.. عبر انتماءاته القديمة إلى الأصوليين المسيحيين. وإلى جانب ذلك، فهذا الكتاب يثير مفارقات كامنة داخل الإنجيل نفسه، مؤكدا أن لكل إنجيل وارد بطي العهد الجديد منطلقات تختلف عن منطلقات الإنجيل الآخر بحسب شهادة المنسوب إليه الإنجيل باسمه، وهكذا كتب الأسقف سبونج، أن أنجيل مارك كتبه مارك الذي هو بالآرامية (مرقس) باستناده إلى تعاليم بطرس، فيما يختلف عن ذلك إنجيل ماثيو الذي هو (متى) بتشديد التاء آراميا وفقا لعقده مقارنة بين السيد المسيح وموسى عليهما السلام متخذا في اعتباره الفوارق الجغرافية وطريقة كل من حملة الوصايا في قيادته الأمم.. حتى لكأن (متى) يقدم مواعظ لليهود من خلال الإنجيل بتوصيته إليهم أن يكونوا أوفياء للإنجيل كما كان أسلافهم اليهود أوفياء للتوراة أيضا. ومن هنا فإنجيل (متى) يميل إلى تهويل الأمور بروابط تاريخية فيما كتب لوقا الإنجيل بأسلوب أدبي جميل ولا ينسى وهو يثير مشاعر العاطفة الدينية.. مستهدفا تحقيق السلام من خلال الإنجيل مع كثير من اليهود والوثنيين الرومان أيضا الذين صاروا وقتئذ من أتباع المسيح.. وأما جون الذي هو يوحنا فقد كتب معتمدا في دفاعه عن المسيحيين في وقت مبكر قبل ظهور الإنجيل أمام الجميع. Rescuing the Bible from Fundamentalism: A Bishop Rethinks the Meaning of Scripture by John Shelby Spong Edition: Paperback