لا تقف مشكلات حي «الأجواد 1» عند التلوث البيئي والروائح الكريهة المنبعثة من المردم القديم وحسب، بل تتعدى ذلك إلى النقص الكبير في الخدمات، وبالأخص في ظل انقطاع التيار الكهربائي في مواسم الأمطار، وارتفاع طفوحات المياه الجوفية التي تزيد الوضع سوءا لتنضم إلى الآسنة، مشكلة بركا راكدة في بعض الشوارع الداخلية للحي، وتحولت إلى مرتع لتكاثر الحشرات والذباب منذ بداية هطول الأمطار. وأوضح ل «عكاظ» مصدر مطلع في كهرباء جدة إحالة شكوى أهالي حي «الأجواد 1» إلى الجهة المختصة في الشركة لمتابعتها وإكمال اللازم حيالها. وكانت أمانة جدة أوضحت أنه تم إسناد ملف المردم القديم إلى إحدى الشركات العالمية قبل ثلاث سنوات، لدراسته وإيجاد الوسيلة المناسبة لإعادة تأهيله وتحويله إلى منتزه وطني، لتعود في أواخر جمادى الأولى من العام الماضي في تصريح لأحد مسؤوليها، تؤكد إنجاز الأجهزة الاستشارية للأمانة دراسة وتحديد الأنظمة والأساليب اللازمة لتنفيذ المشاريع عبر التنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة. وبينت الأمانة أنها انتهت من تقدير الموارد البشرية والمالية اللازمة للبدء في تنفيذ مجموعة من المشروعات المستقبلية في جدة ضمن إطار الخطة العشرية لتطوير منطقة مكةالمكرمة التي أعلنها أمير المنطقة، من ضمنها مشروع تطوير أرض المردم القديم الذي أطلق عليه مسمى «مشروع الواحة»، ويحتوي على مناطق خضراء وملاعب، بالإضافة لبعض المرافق كالمدارس والمراكز الاجتماعية. وأوضح المواطن عبدالله الغامدي من سكان حي الأجواد أن سكان الحي يعانون من انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر، حيث أمضوا ليالي في ظلام دامس وقت الأمطار فاقم الوضع وسبب إزعاجا للأهالي الذين أرعبتهم الأمطار كونهم يسكنون في مكان منخفض معرض لمداهمة المياه. وقال الغامدي إن السكان قدموا عدة شكاوى إلى الأمانة وشركة الكهرباء قبل عام لدراسة وضع الحي، وإنهاء أزمة انقطاعات التيار الكهربائي، إلا أننا لم نحظ بأي تجاوب. من جهته، بين عتيق المحمدي أن وضع الخدمات في الحي لا يقل سوءا عنه في الأحياء العشوائية، رغم أنه حديث الإنشاء وفي مخطط منظم ومعتمد، مشيرا إلى أن مسؤولية الجهات المعنية توقفت بعد منح مالك المخطط التصريحات اللازمة لتسويقه، ولم تتأكد من الشروط الواجب توافرها فيه، خصوصا في بعض البنية التحتية كالمياه، وشبكة الصرف الصحي، مما جعل الأهالي يعيشون في معاناة مستمرة لا تزال آثارها تتكرر بشكل سنوي. فيما دعا عبدالله المالكي الجهات المعنية في أمانة جدة إلى التحرك لإزالة الضرر الناتج من المردم القديم، حيث أصبح مصدرا للروائح الكريهة في مواسم الأمطار، وسببا رئيسا للأمراض التي يعاني منها أطفال الحي وكبار السن، كالربو والتهابات العيون والحساسية. وتساءل المالكي عن ما آلت إليه وعود الأمانة حول المشاريع التي أطلقت وعود إنشائها قبل أربعة أعوام، وتحديدا بعد كارثة المردم وإعلانها رصد مبالغ مالية ضخمة تناقلتها الصحف لإقامة منتزهات وملاعب ترفيهية للسكان، مشيرين إلى فقدهم الثقة في هكذا وعود لم تجد من يبحث عن أسباب اختفائها. وطالب معيض الزهراني شركة الكهرباء بالإسراع في إصلاح الخلل في الشبكة الخاصة بالحي، وأكد عزم الأهالي على مقاضاة الشركة في حال تم تجاهل شكاواهم، مشيرا إلى أن السبب الرئيس في تعرض الحي لموجات من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي يكمن في ربط الحي بأحد الخطوط الهوائية الناقلة للتيار، والتي ما أن تبدأ القطرات الأولى للمطر في الهطول حتى تصاب بالتوقف والعطب، وهو ما يجعل سكان الحي يعيشون معاناة تزيد أحيانا عن ال 20 ساعة، كما حدث في أمطار العام الماضي لحين تدخل فرق الصيانة في شركة الكهرباء لإصلاح الخلل.