اطلعت على مقال الدكتورة عزيزة المانع المنشور في «عكاظ» في 11/2/1432ه في زاويتها اليومية تحت عنوان «موقف المتفرج» تساءلت فيه عن سر ذلك الحب والتعلق من بعض الناس لبعض الأشياء والذي يصعب تعليله وفهمه، مثل تناول طبق الجراد، والذي تحذر منه كل موسم وزارة الزراعة، «لاحتوائه على مواد كيمائية تسربت إليه من خلال المبيدات التي ترشها الوزارة لمقاومة الجراد»؛ كون تلك المواد تؤثر على الصحة من خلال تسربها عبر الجينات إلى الأجنة أيضا ولكن دون جدوى، حيث يستمر الناس في تناولهم لذلك الطبق وإذا كان الشيء بالشيء يذكر كما يقال، فإننا نقول للكاتبة الكريمة، أن تلك الجهات وغيرها لم تتهاون فقط في وجبة موسمية من الجراد هي ضارة لمن يتعاطاها فقط ولكن تهاونت وبشكل واضح مع منتج آخر أشد خطورة وفتكا يلحق أفدح الأضرار بمن يتناوله وغيره ممن لا يتناوله من أبناء المجتمع وعلى اقتصاده فتلك الجهات غضت الطرف، وأدارت ظهرها عن عمد وإصرار لمواد ومنتجات ثبت بالأدلة والبراهين الموثقة علميا أنها ضارة بالصحة العامة، فهي مازالت تسرح وتمرح في الأسواق تحت نظر وعلم كل تلك الجهات رغم خطورتها البالغة، فهي تحتوي على مركبات كيميائية سرطانية، وعند تناولها يؤكد الأطباء أنها تسبب أضرارا جسيمة بالصحة كالأمراض السرطانية التي لا تكاد تستثني جهازا واحدا من جسم الإنسان مثل سرطان الرئتين والفم والمريء والمعدة والأمعاء الغليظة والمثانة والبنكرياس والغدة الدرقية وسرطان الدم والجلد وسرطان البروستاتا والخصيتين في الرجال وسرطان الثدي والرحم والمبايض عند النساء، بالإضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية والذبحات الصدرية وجلطات الدماغ وتصلب الشرايين وتليف الرئتين والضعف الجنسي. أظنك الآن عرفتي سيدتي الكاتبة وإخوتي القراء والقارئات من المقصود هنا، أنه (الدخان ورفقاه سيئا الذكر المعسل والجراك) فلماذا هذا التدليل غير المبرر لهذه المنتجات؟ وقد يقول قائل إنها ليست مواد غذائية يتناولها كل الناس، إلا أنه ومن المؤسف أننا نلاحظ ازديادا مطردا مخيفا لأعداد المدخنين ومتعاطي المعسل في مجتمعنا بين الكبار والصغار نساء ورجال وخاصة بين فئات الشباب من الجنسين. وكما هو معروف فإن ضرر التدخين، سواء كان بالسيجار أو المعسل، لا يقتصر على من يتناوله بل يمتد إلى الآخرين، حيث تؤكد الإحصاءات أن هناك الكثير يلقون حتفهم سنويا في مختلف أنحاء العالم بسبب التدخين السلبي، فهل نلقى إجابة مقنعة من تلك الجهات تفسر لنا موقفهم السلبي من هذه المنتجات المدللة المهلكة ليس للصحة فقط ولكن للمال أيضا!؟ م. فريد عبد الحفيظ مياجان جدة