عكف «ميناوس» الهندي زعيم مروجي العرق المسكر في حي الفيصلية أكثر من شهر في تجهيز معمله السري، مع إبرام صفقة مع عدد من الآسيويين لتوزيع السموم مقابل عمولات مغرية. وشهدت شقة الزعيم حركة نشطة طوال الشهر الفائت، حيث أعد الرفاق شبكة من أنابيب التخمير والتقطير، مع توصيلها بخطوط السباكة، والحرص على إغلاق النوافذ والثغرات بمادة بلاستيكية عازلة تمنع تصاعد الروائح الكريهة، وتحول دون اكتشاف الجيران والمارة لما يحدث في الداخل. كل هذه التدابير الاحترازية الصارمة لم تمنع قوة أمن المهمات والواجبات الخاصة في شرطة منطقة مكةالمكرمة من كشف أمر الزعيم ميناوس ورفاقه، إذ وصلت معلومات موثقة عن نشاط آسيويين في تسويق العرق على نطاق واسع في جدة، واستخدامهم حقائب رياضية زرقاء في عمليات الترويج في محاولة منهم لصرف الأنظار، فضلا عن انتشار عدد من موزعي البيع بالقطعة في الشوارع الطرفية والطرقات غير المأهولة. الخيوط المتوافرة قادت القوة إلى فرض رقابة لصيقة على الموقع. في ساعة محددة تم اختيارها بعناية، تمركزت عناصر أمنية في أحد الشوارع، في الوقت الذي تأهب أحد مندوبي الزعيم لتوزيع بضاعته المسمومة مستخدما الحقيبة الرياضية الزرقاء، وفي الحال سيطر رجال الأمن على المشتبه وفتشوا محتويات حقيبته، ليعثروا داخلها على عشرات العبوات، فلم يتردد في إرشاد الأمن للمصنع السري الذي يتوسط حي الفيصلية، وللزعيم الذي يدير المصنع لحسابه الخاص. طرق أفراد قوة المهمات باب الوكر ليجدوا الزعيم ميناوس في استقبالهم ليتم ضبطه وتوقيفه في الحال برفقة عدد من معاونيه، بينهم امرأة من الجنسية ذاتها. وأحصت القوة عددا كبيرا من حاويات ومستوعبات العرق، كما رصدت غرفا للتقطير والتخمير وأنابيب سباكة موصلة في حاويات الإنتاج. وأقر الزعيم في التحقيق المبدئي بنشاطه المحظور، وعمله قرابه الشهر في تجهيز المخبأ السري، وحرصه على التعاون مع مندوبين تولوا التوزيع في الشوارع والطرقات.