كل الهموم تتلاشى وكل الجروح قد تلتئم وكل مكان قد يتغير، فيما بعض الوجوه هي هي، تحملها أجساد ناحلة ولكن بخوف، تعيش في غربة أزلية، فكر مشرد، والمكان ليس مكانا. تبحث عن مساحة وهامش من الحاضر الغائب، فيفرون إلى الخوف سيرا إلى شاطئ أورثهم الهموم، فتجرعوا منه السموم، لم يستطع أحدهم الإمساك بخيط النجاة، فغشاهم ظلام موحش وسكنهم خوف دائم فصرخوا ولسان حالهم يقول بأي ذنب؟ إلا أنهم حلموا ذات يوم بتجاوز معاناتهم والتصدي لقسوة الأيام والبحث عن حقهم في أن يحاربوا الزمن ويأخذوا منه ما استحقوه وقبل أن يستيقظوا من الحلم سلب منهم حقهم، حتى في أن يحلموا ويعيشوا سعداء ولو للحظات مؤقتة، فسقطت البسمة من على شفاه طالما جفت من كثرة البكاء. لقد اكتشفت يوما أن الأمل لم يمت فيهم بعد فقد سمعت صدى صوت أحدهم يقول «يا نجي الألطاف نجنا من ما نخاف.. وظللنا في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك». ريم الشمري حائل