مساكين الحريم حتى الآبار تلتهمهن!! حتى الآبار!! بعد مضي هذه الحقب من التطور والنماء والإنماء أليس مدعاة للخجل أن يرى العالم كله صورة (البئر) الوحشية التي ابتلعت امرأة ثلاثينية لم تسأم الحياة بعد ولم تبلغ ما قاله الشاعر القديم ومن يعش ثمانين حولا لا أبا لك يسأم!! لقد تحولت قصتنا و«البئر» في أذهان العرب والعجم إلى مشهد تلفزيوني مؤثر يعرضه برنامج غرائب الأحداث في العالم الحديث!! أو من باب صدق أو لا تصدق!! ويجب أن لا نطوي هذه المأساة كغيرها من الحوادث بل نهايتها هي البداية! فقد بذلت الجهود الشاقة لإخراج الضحية .. ففي الأسبوع المنصرم اجتمع حشد لتحرير امرأة من قبضة بئر!! ونأمل عدم تكرار التجمع مرة أخرى لأجل ضحية جديدة!! وابدأوا البحث عن وسائل السلامة بإعلان ردم الآبار الخطرة! وقد بذل الدفاع المدني كل ما يستطيعه واستطاعه وقد حاول كل المحاولات الممكنة والتي بمقدوره أن يفعلها.. والحمد لله تمكن في النهاية من انتشال الضحية بعد جهود مضنية .. ولنتأمل عمليات الإنقاذ في الأماكن البعيدة حيث لا يزال في الذاكرة ما حدث لضحايا المناجم وضحايا الثلوج وضحايا السيول والأعاصير والتسونامي وكل الكوارث التي لم يمض عام 2010م إلا وقد عايشناها لحظة بلحظة!! وبدأنا العام الجديد بالآبار السعودية!! في المقابل يمكن اكتشاف مهارة الإنقاذ لقطة في الغرب علقت في شجرة! أو كلب انحشر في مدخنة وصار محشورا وسطها مع الهباب الأسود! فعمليات الإنقاذ الأجنبية لا فرق عندها بين الحيوان والإنسان إذا احتاج أي منهما إلى إنقاذ! ويحز في النفس أن يصل التقدم من حولنا إلى إنقاذ الحيوان ويعجز عن إنقاذ إنسان!! أو يكون لدى بعض الدول مفهوم ضيق لمهارات الإنقاذ فلا يتم التدريب والتأهيل كما ينبغي أن يكون ثم إذا وقعت حادثة مرت الأيام بالخمسة أيام إلى سبعة والإنقاذ مشلول!! اليوم حادثة البئر تدعوكم إلى .. تأصيل مفاهيم الوقاية قبل الكارثة وليس كلما وقعت مصيبة بدأت الجهود! ففي مناطقنا السعودية آبار لا تعرف لها أصحابا ولا أسبابا! وحفر لا تعرف لها مسؤولا .. وليس لها مرجع معروف! وفيها فتحات على الطريق للتصريف وعذرا إذا قلت (بالوعة) مفتوحة جاهزة لابتلاع الصغير أو الكبير مأسوف على طريقة موته أن تكون الخاتمة بالوعة! أما المدارس مثلا ففيها جاهزية لحدوث الحرائق! وجاهزية للسقوط من درج غير آمن! وفي بيوتنا خزانات مياه مصادر للخطر وهكذا يومياتنا تمر بنا على الأخطار لولا لطف الله. وما أكثر الحفر المفتوحة والأسوأ منها تلك (البالوعات) التي يضعون عليها قطعة خشبية متحركة أو أوراق كرتون مقصقصة من الكراتين الخالية لسد الفوهة ثم إذا مشت عليها قدم اختل توازنها وسقط الإنسان وصار ضحية إن نجا تكسر! فلماذا التقاعس عن إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن يتحول إلى «كارثة» أليمة؟! أين جهود مجالس المناطق؟! لماذا لا تفتش عن هذه الأخطار وهل هي مسؤولية الدفاع المدني؟ إذا كان كذلك لماذا لا يقوم بها كإجراء وقائي؟! هذه القضية .. إن الخطر معلق لا تدري من المسؤول عن ردعه وقد جاءكم درس البئر فهل تنتظرون ضحايا. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة