تشهد محافظة المزاحمية حراكا كبيرا للأهالي، للمطالبة بحجب الثقة عن المجلس البلدي في المحافظة، وذلك بعد رفع عريضة لوزير الشؤون البلدية والقروية شملت 500 توقيع من أهالي المحافظة. وقال ل«عكاظ» عمر الشيباني نائب رئيس الغرفة التجارية في المحافظة (أحد الموقعين على حجب الثقة) «إن المطالبة بحجب الثقة عن المجلس هي حق كفله النظام لأهالي المحافظة، لأنه لم يلب احتياجاتهم». وأكد الشيباني أنه أعد عريضة فيما يقارب الست صفحات، تكشف الملاحظات على أعضاء المجلس من النواحي الإدارية والمصالح الشخصية وتعطيل المشاريع التنموية التي تعود بالنفع على المحافظة وأبنائها. واستعرض الشيباني بعض الأسباب التي أدت إلى هذه المطالبات بقوله «إن جميع الأعضاء الستة هم معلمون، أربعة منهم معلمو تربية فنية بما فيهم رئيس المجلس، ما يجعلهم غير قادرين على اتخاذ قرارات تخص مشاريع التنمية، تحتاج لمتخصصين في الاقتصاد والدراسات الاقتصادية، ما أدى لإيجاد خلافات كبيرة بينهم منعت إنجاز أو دراسة أي مشاريع تخص المحافظة والمراكز التابعة لها». وأضاف «أن المجلس لم يجتمع خلال السنوات الخمس الماضية مع المواطنين إلا مرة واحدة فقط، وانتهى الاجتماع بسرعة وبطريقة غريبة عندما طرحت على المجلس مطالب الأهالي، ومنها إنشاء نفق في المحافظة طوله 12 كليومترا بتكلفة 50 مليون ريال ما بين نزع الملكيات وتنفيذ المشروع، ومع أنه في جدة لا يوجد إلا نفقان وفي الشرقية نفق واحد، إلا أنهم يطالبون بإنشاء نفق في محافظة لا يتجاوز عدد سكانها 50 ألف نسمة، بدلا من أن يطالبوا بصيانة الطرق، وخصوصا طريق الملك عبد العزيز، وشوارع المحافظة وإنارة الأحياء، وهذه المواقف تدل على جهل وتدني خبرة من طرح مثل هذه الأفكار التي لا يمكن تنفيذها على أرض الواقع». وعن كيفية اختيار أعضاء المجلس البلدي قال «إن هذه المشكلات التي نعاني منها حاليا، هي بسبب ترشيحنا للأعضاء على أساس قبلي وعائلي، ولم يبحث عن الشخص المناسب بقدرات علمية واقتصادية، لذلك فإن المحافظة تدفع حاليا ثمن هذه الترشيحات التي لم تكن على أساس صحيح». وزاد «إن المحافظة تعاني من شح المياه، ويوفرها الأهالي بشراء الصهاريج التي تعبأ من إحدى المزارع المجاورة لمزرعة رئيس المجلس السابق الذي أقام الدنيا ولم يقعدها حتى أغلقت المزرعة المجاورة لمزرعته، ليرتفع سعر الصهريج من 25 ريالا إلى 80 ريالا يتحملها المواطن البسيط». وبين أن المجلس حاول تعطيل عدد من المشاريع التنموية التي تساعد في دفع عجلة التنمية، وذلك عن طريق اعتراض أعضائه على إنشاء مصانع الأسمنت في مركز نساح التابع للمحافظة، مشيرا إلى أنه «لولا تدخل الأمير سلمان الذي أمر بإنشاء تلك المصانع لعطلت». وأضاف أنه رغم أن مهمات أعضاء المجلس تنحصر في مراقبة إيرادات ومصروفات البلدية، ودراسة ومتابعة أعمال المشاريع المنشأة، وإزالة أي معوقات تواجه هذه المشاريع، إلا أنهم أصدروا قرارا بعدم السماح ببيع السجائر في المحافظة، وورد رد على هذا القرار في برقية من وزارة الداخلية. وأفاد أن المجلس البلدي اعترض على مبادرة عدد من رجال الأعمال لإنشاء مجسمات على عدد من الدوارات الموجودة على طريق الملك عبد العزيز، وذلك على حسابهم الخاص كإهداء للمحافظة، وبعد عمل التصاميم للمجسمات واقتناع البلدية بها إلا أن المجلس البلدي عطلها لمصالح شخصية. وبين المواطن إبراهيم العمران أنه وقع على العريضة، بعدما رأى عدم فاعلية المجلس وعدم تقديم ما هو مطلوب منه، وقبل ذلك لم يعرف مطالب الأهالي. من جانبه، قال المواطن فهد الرشيد «إن الأهالي عندما انتخبوا الأعضاء كانوا يأملون منهم المساهمة في تطوير المحافظة، إلا أن ما رأيناه هو العكس، حيث تفرغوا لمصالحهم الشخصية ولخلافاتهم»، لافتا إلى أن عدم تعدد تخصصات الأعضاء هو سبب رئيس في عدم فاعليتهم. وحول ما إذا كان الموضوع شخصيا بين الأهالي وأعضاء المجلس البلدي، قال المواطن ناصر عجب «لا توجد أي خلافات ونعتبرهم إخوانا وجيرانا لنا، واختلافنا معهم لمصلحة المحافظة والمراكز التابعة لها». وعندما سألنا رئيس المجلس محمد المسعري عن حراك الأهالي لحجب الثقة، أجاب «عكاظ»: هذا الكلام غير صحيح، وما ذكر مجرد كلام مغرض ولا يوجد بيننا وبين المواطنين أي خلافات، ونفذ المجلس عدة مشاريع في المحافظة، منها إنارة الشوارع وسفلتة الطرقات وصيانتها. من جانبه، أكد محمد النقادي رئيس لجنة الانتخابات سابقا وعضو مجلس الشورى أن حجب الثقة من عدمه يعود لوزير الشؤون البلدية والقروية، مشيرا إلى أن الوزير سيولي مثل هذه المطالبات اهتماما كبيرا، وقال «سيدرس الأمر بعمق وسيجري تقييما لأداء المجلس من خلال ما تقدم به الأهالي». ويرى النقادي «أن مثل هذه المطالب التي تقدم بها أهالي المزاحمية سواء كانوا على حق أو لم يكونوا، هي في النهاية ستثري تجربة المجالس البلدية في المملكة، وهذا الأمر يعني أن هناك تفاعلا بين الأهالي والمجلس». وتمنى النقادي أن تنعكس قرارات المجالس البلدية في جميع المناطق إيجابيا على المدن والمحافظات التي يتواجدون فيها.