• أنا في مقتبل العمر، حققت الكثير من طموحي وحصلت على وظيفة ودورات تطويرية، جعلتني أفكر في الزواج، وتقدمت إلى إحدى الأسر بالطريقة التقليدية طالبا الزواج من ابنتهم، وعلى الرغم من عدم اقتداري المادي إلا أن أهل العروس تفهموا ذلك، ولم يحددوا مقدار المهر، ورغم أنني انتظر موعد عقد القران، إلا أنني أعيش في حيرة بعد أن تلقت والدتي اتصالا من عمة خطيبتي، أخبرتها بأن أهل الفتاة غير سويين ومشاكلهم كثيرة، وأن اتصالها بنا أنها تريد الخير لنا، وطلبت من والدتي أن تتصل بجد العروس حتى تتأكد مما سمعته، واتصلت والدتي وكان الجد متحاملا على ولده حتى أنه تحدث عن بعض مساوئه وعن القطيعة بينهم، وقد أصبحت في حيرة من أمري، فهل أخبر والدها بما سمعناه وعرفناه عنهم، أم التزم الصمت، وكيف أتصرف؟ هاني مكةالمكرمة من الواضح أن الخلاف بين الجد والعمات ووالد الفتاة خلاف عميق، كما أن دعوى العمة يغلب عليها الانتقام لأبيها وليس الرغبة في فعل الخير لكم، ذلك أنها لو كانت صادقة في دعواها لحرصت على مصلحة ابنة أخيها التي ليس لها ذنب في الخلاف الموجود بين الأب والجد، أما عن حيرتك فأعتقد أن إزالتها أمر يسير، إذ تستطيع والدتك أن تنقل ما سمعته من العمة لوالدة الفتاة، بحيث تتاح لها الفرصة لمعرفة رأي أهل الفتاة، فالحياة اليومية تظهر لنا الكثير من هذه القصص التي يكون الخلاف أحيانا كثيرة لسوء فهم أحد الطرفين لسلوك الآخر، وربما كان والد الفتاة مظلوما، أو ربما كان ظالما، وفي كل الحالات فأنت يهمك الفتاة بالدرجة الأولى، كما يهمك أن تعرف الحقيقة، وربما كان الحديث بينك وبين والدها مجديا أكثر بعد أن تتحدث والدتك لوالدتها حتى تتبين وجهة نظر أهل الفتاة، وبعد ذلك تستطيع أن تصل إلى تصور أقرب للحقيقة، ويمكنك بعد ذلك أن تقرر هل من الحكمة الاستمرار، أم التوقف عن إكمال هذا المشوار، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الفتاة لا ذنب لها بما جرى بين والدها وجدها.