تلقى مشرف غرفة العمليات في أمانة جدة حسن جوري شكوى جديدة حول ظهور وانتشار روائح كريهة في الفترة المسائية في الأحياء المحاذية لشارع النزهة المعروف بشارع شبك المطار، وجاء البلاغ الذي حمل الرقم 4890 وتاريخ 15 محرم 1432ه، إن سكان تلك المنطقة يعانون يوميا لاسيما في الفترة المسائية من انتشار روائح كريهة مما يهدد صحة الأهالي ويتسبب في تهديد البيئة، وفي حين رفض أحد مآمير غرفة العمليات استقبال البلاغ كونه بلاغا عن انتشار روائح وليس انتشار بعوض، مغلقا الهاتف، وعد المشرف على غرفة العمليات إيفاد مراقب مختص للوقوف على الموقع ومباشرة الشكوى ورفع تقرير للجهة المختصة. وأرجع مصدر مختص في هيئة الأرصاد وحماية البيئة سبب انتشار الروائح في المساء إلى ظاهرة الانقلاب الحراري التي تتكون في المساء وتعني انتشار الرياح السطحية أفقيا، على خلاف النهار حيث تنتشر الرياح رأسيا. وألمح عدد من سكان تلك الأحياء لاسيما حي النزهة وعدد من أصحاب المحال التجارية والمعارض وقصور الأفراح إلى تحريك دعاوى قضائية ضد الجهة التي تسببت في انبعاث هذه الروائح، وقالوا إن أطفالا ورجالا ونساء مصابين بالربو وأمراض الجهاز التنفسي والحساسية باتوا يعانون من تلك الروائح ناهيك عن الخطر البيئي لها، وطالبوا الجهات ذات العلاقة بوضع حد لمعاناتهم. وقال ل «عكاظ» عدد من سكان تلك الأحياء المجاورة لشارع شبك المطار من الجهة الجنوبية إنهم متخوفون من انتشار الأوبئة والأمراض نتيجة لتلوث أجواء المنطقة بالروائح الكريهة ملمحين إلى أن تلك الروائح صادرة عن نفايات منبوشة في المشروع الجديد للمطار. . وأجمع كل من عبد الإله أبو الخير، سالم حامد، محسن آل حسين، أحمد الغامدي، محمد حاسن، متعب الغامدي، عبد الله السهلي وعبدالله الحربي بقولهم : «معاناتنا مستمرة لاسيما في الفترة المسائية، بعد أن علمنا أن إحدى الشركات نبشت نفايات المطار، ورفعنا شكوى إلى هيئة الطيران المدني، وأبدت استعدادها لنقل النفايات، لكن المشكلة كانت في رفض الأمانة استقبال النفايات في الموقع المقترح، ومطالبتهم بإنشاء خلية جديدة للنفايات، ولم يطرأ جديد حتى الآن، محذرين من كارثة صحية وبيئية». وأضافوا: «الأضرار التي تسببها تلك الروائح الكريهة لا تتوقف على الجانب النفسي والصحي فحسب، بل تعدت إلى الإضرار بالجانب الاقتصادي في المنطقة، حيث غادر بعض المستأجرين في المنطقة». وأوضحوا، «النفايات التي نبشت داخل شبك المطار كانت مدفونة منذ أكثر من عشر سنوات، وعندما بدأت إحدى الشركات في تسوية تلك الأرض من أجل تنفيذ مشروع خاص بمطار الملك عبد العزيز خرجت أكوام النفايات وانتشرت الرائحة». وفي ذات السياق، وقف عدد من أعضاء المجلس البلدي ميدانيا على المشكلة، وحرروا بواقع المشكلة عدة مخاطبات رسمية دون أن تظهر نتيجة. من جهته، أكد الناطق الإعلامي في الهيئة العامة للطيران المدني خالد الخيبري، أن الهيئة نسقت مع أمانة جدة فور حدوث المشكلة، وجرى إعداد خطة للتعامل معها بحلول بعيدة المدى وأخرى قريبة، حيث تم تحديد موقع لخلية جديدة في مرمى النفايات الجديد التابع للأمانة بهدف استيعاب تلك النفايات، ويستغرق إنشاؤها نحو سبعة أشهر ، «في الوقت الذي طلبنا من المقاول دفن النفايات فورا للقضاء على الرائحة حتى تجهيز المكان الجديد الذي ستنقل إليه»، مفيدا بأن المقاول قد أتم دفن 50 في المائة من الموقع حتى الآن، ويتوقع الانتهاء من الباقي خلال الفترة المقبلة، وقال إن النفايات التي وجدت في الموقع تكونت على مدى 30 عاما، وعندما نبشت من المقاول لصالح مشروع المطار ظهرت الرائحة، وأفاد أن هيئة الطيران المدني تعرف المشكلة تماما وجار التنسيق لإنهاء الوضع بعد أن تسلمت الشركة المنفذة من أمانة جدة مواصفات بناء الخلية التي تنهي الوضع. وقال إن التخلص من الروائح قد يستغرق في المرحلة الحالية أياما فقط مع علاج مؤقت لنقل النفايات بعيدا ومن ثم التخلص منها وفق مشروع ينفذ حاليا. وكشف مصدر في الشركة المنفذة للمشروع عن تخصيص الهيئة العامة للطيران المدني مبلغ 20 مليون ريال لإنشاء الخلية المخصصة لاستيعاب النفايات، مشيرا إلى أن الهيئة العامة للطيران المدني تبذل جهدها لحل المشكلة. وأخيرا، قال المحامي محمد بن زارع القرني إن الأهالي المتضررين متى ما استطاعوا إثبات تضررهم من الأمر والعلاقة السببية فإنه يحق لهم مقاضاة الجهة التي تسببت في هذا الضرر، والمطالبة بالتعويض. وقال «إذا كان الضرر بسبب تقاعس جهة حكومية فإن الدعوى تقام عليها أمام المحكمة الإدارية في ديوان المظالم، باعتبارها الجهة المختصة باستقبال هذه القضايا، أما إذا كان الضرر بسبب جهة غير حكومية فتقام الدعوى أمام المحكمة العامة، والأهالي يتوجب عليهم الحصول على تقارير من جهات علمية موثوقة لإثبات الضرر الصحي والبيئي عليهم».