كشفت عمليات الحفر والردم التي تنفذها شركة المياه الوطنية داخل حرم مطار الملك عبدالعزيز بجدة لإنشاء محطة معالجة، عن وجود مليوني طن من النفايات المطمورة منذ 20 عاما أثناء عمليات إنشاء المطار. وتسببت روائح هذه المخلفات التي انبعثت مؤخرا في مضايقة سكان أحياء المروة المجاورة للمطار، وأجبرت بعضهم على مغادرة منازلهم بسبب شدة الروائح، التي تتزايد بصفة يومية خلال أعمال الحفر التي تنفذها الشركة. وطالب كل من عبدالرحمن السهلي، ومتعب الغامدي، وعبدالله الحربي، وعبدالله الجعيد من سكان حي المروة 3 المجاور للمطار بمحاسبة المسؤول عن طمر هذه النفايات، وتركها تحت الأرض حتى أصبحت قنبلة موقوتة، مضيفين أن الروائح كانت تضايقهم منذ سنوات عدة، إلا أن أعمال الحفر التي نفذتها شركة المياه الوطنية لإنشاء محطة معالجة المطار تسببت في انبعاث النفايات، وانتشار روائحها في عموم الأحياء المجاورة. وأكدوا أن عددا من سكان الحي اضطروا إلى مغادرة منازلهم بسبب عدم قدرتهم على تحمل الروائح الكريهة التي تنبعث من تجمع هذه النفايات، وأن البعض الآخر اضطر إلى إيقاف تشغيل أجهزة التكييف التي تقوم بإدخال الروائح إلى داخل المنازل، وأن جميع سكان الحي يعانون الأمرين منذ شهر تقريبا بسبب هذه الروائح. وأوضح السكان أن الروائح تسببت في إيذاء عابري طريق المطار والمتوقفين بالإشارة الرئيسية المجاورة لموقع النفايات، بل إن الروائح وصلت إلى صالات القدوم والمغادرة، وتسببت في إيذاء المسافرين. من جانبه، قال مسؤول ميداني بالشركة القائمة على إنشاء محطة المعالجة "رفض الكشف عن اسمه": إن العاملين بالمشروع فوجئوا بأطنان من النفايات مطمورة تحت طبقة بسيطة من الأرض، وأن هذه النفايات طمرت إبان الانتهاء من إنشاء مطار الملك عبدالعزيز، بعد أن كانت تستخدمها الشركات المنفذة كمردم لنفاياتها. وأكد أن الشركة خاطبت على الفور كل من هيئة الطيران المدني، وأمانة جدة لاتخاذ الحلول العاجلة بهذه النفايات التي يصل وزنها إلى مليوني طن، وذلك لعدم تأخر تنفيذ مشروع محطة المعالجة، وأن الروائح الكريهة التي تنبعث من المكان تسببت في إزعاج العاملين بالموقع. من جانبه، أوضح مدير المركز الإعلامي بأمانة جدة أحمد الغامدي أن اتفاقا أبرم مؤخرا بين الأمانة وهيئة الطيران المدني يقضي بأن تخصص الأمانة خلية واسعة في مردم النفايات الجديد بشرق جدة لصالح هيئة الطيران المدني، على أن تقوم الثانية بتجهيز هذه الخلية وفق مواصفات خلايا مرادم الأمانة، ومن ثم تنقل كافة النفايات المطمورة التي انبعثت داخل حرم المطار، والتي تزن قرابة مليوني طن إلى الموقع الجديد في المردم.