أدى انسحاب مقاولي تمديد شبكة الصرف الصحي في حي بريمان الشعبي شمالي جدة، إلى طفح المياه الآسنة التي أتلفت أجزاء من المنازل داخل الحي السكني، وانهيار عدد من جدرانها، وتلف محتوياتها من أثاث وغيره، وسط تكاتف جهود المواطنين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر إنشاء حواجز ترابية وخراسانية تحد وصول المياه إلى منزلهم، وبالأخص بعد تضرر 150 منزلا. كما اشتكى سكان مخطط الحرمين من طفح المياه الجوفية وتسرب مياه الصرف الصحي إلى خزانات المياه الصالحة للاستخدام الآدمي، الأمر الذي تحرك على إثره ملاك الوحدات السكنية بإنشاء حواجز خراسانية تحجب دخول المياه إلى الخزانات الرئيسة، فيما عمد البعض الآخر منهم إلى شراء خزانات مؤقتة لحفظ المياه بعيدا عن التلوث. ورفضت شركة المياه الوطنية ممثلة في وحدة أعمال جدة الرد على اتصالات «عكاظ» للرد على الاستفسارات المطروحة إزاء المشكلة التي يعاني منها أهالي حي بريمان الشعبي ومخطط الحرمين، كونها المسؤولة الأولى عن مشاكل وتنفيذ شبكات الصرف الصحي في محافظة جدة. ويقول المواطن نايف الروقي من سكان حي بريمان الشعبي إنه للأسف انسحب المقاولون من مواقع عملهم دون إتمام أعمالهم، وتركوا جملة من معدات إتمام مشاريعهم، وذهبوا دون رجعة منذ ما يقارب الشهر الكامل، وتركوا سكان الحي يواجهون مصيرهم مع انتشار الأمراض. من جهته، يوضح حماد المطيري من قاطني حي بريمان الشعبي أن المياه تسببت في إغلاق مسجد علي بن أبي طالب وسط الحي، مضيفا «ولم يعد القاطنون يقيمون الصلاة فيه بسبب إحاطة المياه الآسنة به، في حين أصيب أبنائي بأمراض مختلفة جعلتني أخرج من منزلي إلى مكان آمن، لأعود وأفاجأ بأنها دهمت المنزل بشكل كامل وأتلفت كل ما بداخله». ويشير سامي مهدي من سكان مخطط الحرمين إلى أن المياه الجوفية والصرف الصحي تخرج من باطن الأرض في ساعات المساء بشكل مستمر، إذ اخترقت خزانات الصرف الصحي، مبديا استنكاره حول عدم توفر شبكة صرف صحي في أكبر مخطط في المحافظة، حيث يقطنه أكثر من 30 ألف نسمة.