حتى لو قيل إن ساعة الخروج من بطولة أمم آسيا قد دقت. وحتى لو قيل إن الأقدام الثقيلة لفريق (النشامى) ستسد طريق الأخضر للدور الثاني. وحتى لو قيل إن آسيا تريد أن تنسى بطلها. وحتى لو قيل إن الثقل الكروي في آسيا انتقل إلى شرق القارة. ينبغي أن لا تهتز ثقتنا بمنتخبنا الوطني وقدرته على تغيير المعادلة الراهنة في البطولة، وأن نقف بقوة ووعي وبأقصى درجات الإحساس بالمسؤولية الوطنية خلف الأخضر في مباراته القادمة أمام الأردن الشقيق، وهي المباراة المفصلية التي إن اجتزناها بنجاح سنكون تخطينا فرق (الجدران الدفاعية) التي تلعب معنا بإيقاع وروح وأجواء مباريات بطولة كأس الخليج. إننا مطالبون بطي صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة مع منتخبنا، وأن لا نقسو على نجوم منتخبنا الوطني وجهازيه الإداري والفني، وتأجيل المكاشفات والمصارحات والنقد إلى ما بعد نهاية مشوار الأخضر في هذه البطولة، إن كنا نريد أن يكون النقد مفيدا ويحقق الأهداف الوطنية التي نتوخاها جميعا. فالوضع الآن مربك للغاية، وضاغط بقوة، وليس بوسع نجومنا أن يحتملوا لوما أكثر مما يوجه لهم الآن. وعلينا أن نعترف جماهير وإعلاميين بأننا شركاء مع نجوم الأخضر وجهازيه الإداري والفني في الفشل أو النجاح. أقول ذلك كإعلامي سعودي يعي جيدا أننا نقف على حافة مأزق تاريخي، قد ننزلق إليه كما انزلقت منتخبات أخرى دخلت في غيبوبة طويلة. وبعضها تحطمت وتهاوت وتمزقت في مهب الريح. أعرف جيدا أنني أتكلم بلغة لا يفهمها أولئك الذين ينظرون لمنتخبنا ولمشهدنا الرياضي بكامله من ثقب أبواب أنديتهم الضيقة. فكفى بالله عليكم، حتى لا نستدرج أنفسنا إلى المأزق، ولا عذر حتى لأولئك الذين يتحدثون ويكتبون بنوايا طيبة، فقد قيل: إن الطريق للجحيم مفروش غالبا بالنوايا الطيبة. أخيرا، إذا كانت ساعة الخطر تدق بقوة على مسامعنا في الدوحة، فلماذا لا نجعل ساعة الوعي تدق في الرياض، ولنضبطها على دقات قلوب نجومنا هناك في ملاعب الدوحة. دعونا نحس أكثر بأننا من رحم واحد، من حقل واحد، من وطن واحد. أقلام لها أسنان كانوا في الماضي يبررون هجومهم المستدام على نادي النصر ورموزه ونجومه، باعتباره ردة فعل على تصريحات ومواقف الرئيس الراحل الرمز الرياضي الأمير عبد الرحمن بن سعود رحمه الله، ولكن مواصلتهم الهجوم حتى اليوم على مكونات الكيان النصراوي كشف عدم صدقهم، خصوصا وقد لاحظنا مؤخرا أن أقلامهم نبت لها أسنان وأنياب إضافية راحوا ينهشون بها كل ما يمت للنصر بصلة. تكديس الكراهية منذ عقود وهم يكدسون الكراهية في المدرجات، فلماذا يتساءلون الآن: لماذا يكرهوننا؟ عذرا أيها السادة، لقد أصيبت زرقاء اليمامة بالعمى منذ أن طلبوا من الآخرين، كل الآخرين، أن يشربوا من البحر. تهديد بالقتل عندما استمعت لتهديدات حمود سلطان للناقد أحمد الرواس بالقتل على الهواء مباشرة خلال مصادمات برنامج المجلس على قناة الدوري والكأس، قلت: رب ضارة نافعة. فلعل هذه الحادثة الصادمة تعيد هذا البرنامج الجماهيري إلى المسار الصحيح، الذي كان عليه هذا البرنامج الحواري قبل أن يتحول إلى ما يشبه برامج تلفزيون الواقع المعروفة. [email protected]