ساعات قليلة تفصلنا عن اللقاء المهم للأخضر السعودي في نصف نهائي خليجي 20 أمام شقيقه الإماراتي، الذي يشبه منتخبنا كثيرا، وهذه المباراة تشكل لنا مفترق طريق، فإما أن يمضي نجومنا الأخضر في طريقهم لمنصة التتويج، وإما الاكتفاء بالبصمة المتفردة التي طبعوها على ملاعب عدن وأبين، والعودة إلى الرياض. ولكن دعونا نعود أسبوعا إلى الوراء ونتساءل: من كان منا متفائلا ببلوغنا هذه المرحلة من البطولة؟ بالطبع قليلون هم الذين راهنوا على منتخبنا، وكثيرون هم الذين وضعوا أيديهم على قلوبهم، خوفا من المجهول، لم يدروا أن الأخضر جاء إلى عدن ليصنع أملا، ليبني حلما، ليحقق إنجازا. وقد نجد لهؤلاء بعض العذر فالخطوة جرئية، بل جرئية جدا، إلى حد يمكن وصفها من قبل البعض بالمغامرة، أما الآن فبوسع الكثيرين أن يقولوا عنها إنها ضربة معلم! كلنا أخذتنا الدهشة إلى أبعد الحدود، ونحن نرى نجوم الأخضر الجدد ينثرون إبداعاتهم على الإنجيلية الصناعية في ملعب عدن، فتتحول إلى عشب يضج بالحياة، كانت لأقدامهم لغتها الخاصة، وهي تتكلم، أجل تتكلم بخضرة وارفة! حتى إن نجوم بعض الفرق ظهروا أمام نجوم الأخضر، وكأنهم أصيبوا بشيخوخة الأقدام، أو ما يسمى داء باركسون، كانت أقدامهم ترتعش وتهتز باستمرار. واليوم يقف منتخبنا الوطني على محطة مهمة في مشواره، يقف على حافة الإنجاز، مدججا بدعم الملايين من السعوديين، الذين سمع نجوم الأخضر أصوات دقات قلوبهم في عدن بوضوح، تدق بحب، بل تصفق، وتؤازر نجوم الأخضر السعودي. وحتى لو لم يوفق أبطالنا في بلوغ المباراة النهائية «لا سمح الله» فهذا يجب أن لا يقلل مما قدموه في هذه البطولة من عطاء متميز، خاصة وأن الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب قد أوضح في تصريحات صحفية أن الهدف الرئيس من مشاركة المنتخب في بطولة خليجي 20 «اكتشاف وجوه شابة تدعم القائمة في نهائيات كأس آسيا»، وأعتقد أن هذا الهدف تحقق إلى حد بعيد. الأمير سلطان الذي كشف بشكل لا لبس فيه أن المدير الفني للمنتخب، المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو «هو من طالب بالمشاركة بتشكيلة تضم عناصر شابة وجديدة»، أكد أن المكسب الحقيقي من البطولة هو الوجوه الجديدة التي لم يكن من الممكن اكتشافها خلال المباريات التجريبية. وأنا أرى أن هذه النظرة الواقعية من سموه لمشاركة منتخبنا في خليجي20 هي من بين أسباب أخرى، ساهمت في نجاح هذه المشاركة. فيا أيها الأخضر الربيعي، في تمام الساعة الثامنة من مساء اليوم سيضبط السعوديون حواسهم الخمس على موجتك، أما حاستهم السادسة، فتحدثهم عن مستقبل أكثر إشراقا. [email protected]