أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبدالعزيز رئيسة المؤسسة الوطنية الخيرية للرعاية الصحية المنزلية في القطاع الغربي، أن المؤتمر الطبي الاجتماعي الثاني للرعاية الصحية المنزلية الذي دعت إليه المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية في المنطقة الغربية تحت شعار (شراكة صحية وإنسانية)، وانطلقت أنشطته أمس في جدة، «يأتي تعزيزا للتوجهات التطويرية الهادفة للارتقاء بكل الخدمات المقدمة للمواطن، وتأكيدا لأهمية الشراكة بين القطاع الصحي والمؤسسات الصحية الخيرية». ولفتت الأميرة عادلة بنت عبد الله إلى أنه تم تنفيذ توصيات المؤتمر السابق باعتماد الرعاية الصحية المنزلية استراتيجية صحية من الجهات الصحية المختصة، كما تم تكوين لجنة وطنية بعضوية جميع القطاعات الصحية والمؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية لتفعيل وضمان جودة خدمات الرعاية الصحية المنزلية، كما أنه يجري اعتماد المنشآت الصحية وإعداد معايير وإجراءات الخدمة الخاصة بالمؤسسات الصحية المنزلية وفق معايير اللجنة الدولية. وأفادت الأميرة عادلة بنت عبد الله، أن المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية في المنطقة الغربية قامت بإعداد أكثر من تصور لبرنامج دبلوم تمريضي للرعاية الصحية المنزلية، وجار عرضه على جامعة الملك عبد العزيز بصفتها جهة أكاديمية متخصصة بالتنسيق مع الهيئة السعودية للتخصصات الصحية والمستشفيات التي لديها خبرة في هذا المجال. ونوهت الأميرة عادلة بنت عبدالله إلى صدور فتوى من هيئة كبار العلماء تجيز استخدام أموال الزكاة لمساعدة المرضى المحتاجين للرعاية الصحية المنزلية لتوفير الأجهزة الطبية والعلاج، وإنشاء قاعدة المعلومات الخاصة بالرعاية الصحية المنزلية لتكون نواة للإحصائيات المساعدة للتخطيط والأبحاث الأكاديمية وجار استكمالها. وعبرت الأميرة عادلة بنت عبدالله عن تقديرها للجهود الخيرية الكبيرة للفقيد الدكتور محمد عبده يماني التي قدمها للمؤسسة، ولوزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة لرعايته المؤتمر وحرصه على تطوير الخدمات الصحية في المملكة، وكذلك الرعاة الداعمين للمؤتمر. تخفيف المعاناة وقال وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير الدكتور محمد خشيم في كلمة نيابة عن وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة، «إن تقديم خدمة الرعاية الصحية المنزلية لنحو خمسة آلاف مريض يعادل ما يقارب إنشاء عشر مستشفيات بسعة 100 سرير، مبينا أن وزارة الصحة استطاعت تقديم خدمات صحية للرعاية الصحية المنزلية لأكثر من خمسة آلاف مريض من خلال 77 مستشفى منتشرة في أنحاء المملكة خلال عام ونصف فقط». وكشف أن هناك ما لا يقل عن 48 ألف محتاج للرعاية الصحية المنزلية في منطقة مكةالمكرمة وحدها وسيزيد هذا العدد نتيجة زيادة الشيخوخة لأن من تتجاوز أعمارهم 65 عاما سيتضاعف عددهم من ستة في المائة إلى 12 في المائة خلال السنوات المقبلة، وكذلك نتيجة لتغير نوعية الأمراض من الأمراض المعدية إلى أمراض البلدان المتقدمة كالقلب والسكر والسرطان والشيخوخة وغيرها فيما لا تزيد التغطية الحالية للحاجة للرعاية الصحية المنزلية عن ثلاثة في المائة من الاحتياج الكلي المطلوب. وأفاد رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور سالم خليل الضاحي، أن محاور المؤتمر تتركز في التجارب العالمية للرعاية الصحية المنزلية ليتم الاستفادة منها في تطوير هذه الخدمة، وحوار مفتوح مع قيادات الخدمات الصحية في القطاعات الصحية المختلفة لمناقشة تجاربهم وتبادل الخبرات في هذا المجال، «مشيرا إلى أنه سيتم مناقشة موضوعات مقدمي الرعاية الصحية المنزلية بين التحديات والاستمرارية، والرعاية الصحية المنزلية جودة عالية وتكلفة أقل، ومعايير الجودة في الرعاية الصحية المنزلية، ومن هم المرضى الذين يحتاجون للرعاية الصحية المنزلية، ومجالات التدريب للعاملين في الرعاية الصحية المنزلية، ودور الإعلام والمسؤولية الاجتماعية في الرعاية الصحية المنزلية». تجارب عالمية من جانبه، أكد المدير التنفيذي لشركة تطوير القطاع الصحي القابضة الدكتور وائل كعوش، أن القطاع الخاص بشكل عام يشعر بالمسؤولية الكبرى التي تقوم بها الرعاية الصحية المنزلية، منوها بالتجارب العالمية، مستشهدا أنه في أمريكا وألمانيا يوجد نظام متكامل لهذه الخدمة وتحظى بدعم كبير من جميع القطاعات الصحية والخاصة. وذكر أن هنالك العديد من التحديات التي تواجه تلك الثقافة وربما لا يتقبل المريض تحويله من المستشفى إلى المنزل، ومن هنا يتجلى دور الصحة في إقناع المرضى ونشر الوعي في أهمية توفير الرعاية والخدمة في المنزل، وقد أعطى القطاع الخاص أهمية كبيرة في السنوات العشر الماضية في دعم الرعاية الصحية المنزلية، أيضا جامعة الملك عبد العزيز والحرس الوطني لهم دور كبير في خدمة مرضى الرعاية الصحية المنزلية وعدد من المراكز التي لها برامج متخصصة. إلى ذلك أوصى رئيس مجلس إدارة المركز الطبي الدولي الدكتور وليد فتيحي بأهمية دور الطب الاجتماعي للرعاية الصحية المنزلية وذلك بدعمه من قبل أربع وزراء، وهم: وزير الصحة، الإعلام، الشؤون الاجتماعية، بالإضافة إلى وزير العمل، وذلك للوقوف على أهمية دعم الممرضة السعودية علميا ومعنويا وتعريفها بالدور الاجتماعي في نظرة شمولية للوقوف على خدمة عدد كافٍ من مرضى الرعاية الصحية المنزلية ذلك أن دخول بيوت المرضى بحاجة إلى ذكاء عاطفي وأخلاقي.