كشف وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، وجود ما لا يقل عن 48 ألف محتاج إلى الرعاية الصحية المنزلية في منطقة مكةالمكرمة وحدها، مبينا أن العدد سيزيد نتيجة زيادة الشيخوخة لأن من تتجاوز أعمارهم 65 عاما سيتضاعف عددهم من 6 % إلى 12 % بين عامي 2005 و2030، وكذلك نتيجة لتغير نوعية الأمراض من المعدية إلى أمراض البلدان المتقدمة كالقلب والسكر والسرطان والشيخوخة وغيرها، فيما لا تزيد التغطية الحالية للحاجة إلى الرعاية الصحية المنزلية على 3 % من الاحتياج الكلي المطلوب. وأوضح في كلمته التي ألقاها نيابة عنه وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير الدكتور محمد خشيم في افتتاح المؤتمر الطبي الاجتماعي الثاني للرعاية الصحية المنزلية، الذي تنظمه المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية بالمنطقة الغربية في فندق جدة هيلتون تحت عنوان «شراكة صحية وإنسانية...ثقافة التميّز» أمس، أن المؤتمر يندرج ضمن السعي لنشر وتطوير خدمة الرعاية الصحية المنزلية وتوسيع الخدمات الاجتماعية المقدمة للمرضى لتحقيق حياة كريمة وتخفيف المعاناة عنهم والسعي إلى ضمان تطبيق معايير الجودة في الرعاية الصحية المنزلية، والحصول على دعم صناع القرار لسنّ القوانين التي تسهم في خدمة الرعاية الصحية المنزلية واعتماد تدريب وتحفيز الكوادر العاملة في الرعاية الصحية المنزلية، إضافة إلى تعريف المهتمين بمستجدات هذا المجال. وأكد الربيعة أن تقديم خدمة الرعاية الصحية المنزلية لنحو خمسة آلاف مريض يعادل ما يقارب إنشاء عشرة مستشفيات بسعة 100 سرير، مبينا أن وزارة الصحة استطاعت تقديم خدمات صحية للرعاية الصحية المنزلية لأكثر من خمسة آلاف مريض من خلال 77 مستشفى منتشرة في أنحاء المملكة خلال عام ونصف فقط. ولفت إلى أن المؤتمر فرصة لتطبيق تجارب واقعية على أرض الواقع نفذتها الوزارة، إلى جانب تجربة المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية المتميزة التي تجلت في تبنّي الوزارة لاستراتيجية جديدة في مجال الرعاية الصحية المنزلية وهي برنامج الطب المنزلي، حيث تبنت الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة إقامة أول مركز للرعاية الصحية المنزلية تابع للوزارة وبدعم من المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية - القطاع الغربي - وبدأ العمل به عام 1426ه، مفيدا بأنه بدأت في الوقت الجاري مرحلة جديدة بنظرة أكثر شمولية لوضع الركيزة الأولى ببناء صرح يقوم على تنمية الخدمات الاجتماعية وتوفير رعاية صحية منزلية مميزة مدعومة بالتوعية الصحية والاجتماعية، وتزويد المرضى بما يحتاجون من معدات طبية وتدريبهم على حسن استخدامها. من جهتها، أكدت رئيسة المؤسسة الوطنية الخيرية للرعاية الصحية المنزلية بالقطاع الغربي الأميرة عادلة بنت عبدالله، أن المؤتمر يأتي تعزيزا للتوجهات التطويرية الهادفة للارتقاء بكل الخدمات المقدمة للمواطن وتأكيدا لأهمية الشراكة بين القطاع الصحي والمؤسسات الصحية الخيرية، مبينة أنه تم تنفيذ توصيات المؤتمر السابق باعتماد الرعاية الصحية المنزلية استراتيجية صحية من الجهات الصحية المختصة. وكشفت عن تكوين لجنة وطنية بعضوية جميع القطاعات الصحية والمؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية لتفعيل وضمان جودة خدمات الرعاية الصحية المنزلية، مؤكدة أنه يجري اعتماد المنشآت الصحية وإعداد معايير وإجراءات الخدمة الخاصة بالمؤسسات الصحية المنزلية وفق معايير اللجنة الدولية. وأوضحت الأميرة عادلة بن عبدالله أن المؤسسة أعدت أكثر من تصور لبرنامج دبلوم تمريضي للرعاية الصحية المنزلية، وجار عرضه على جامعة الملك عبدالعزيز بصفتها جهة أكاديمية متخصصة بالتنسيق مع الهيئة السعودية للتخصصات الصحية والمستشفيات التي لديها خبرة بهذا المجال، مشيرة إلى صدور فتوى من هيئة كبار العلماء تجيز استخدام أموال الزكاة لمساعدة المرضى المحتاجين للرعاية الصحية المنزلية لتوفير الأجهزة الطبية والعلاج، وإنشاء قاعدة المعلومات الخاصة بالرعاية الصحية المنزلية لتكون نواة للإحصائيات المساعدة للتخطيط والأبحاث الأكاديمية واستكمالها جار .