تأثرت الكرة السعودية من التغييرات في أجهزتها الفنية للمنتخب طوال 54 عاما، ما انعكس سلبا في كثير من الأوقات على المستوى الفني للأخضر وغيابه في الوصول للمرة الخامسة لكأس العالم وإخفاقه في تحقيق لقب كأس خليجي 20 عندما خسر أمام المنتخب الكويتي بهدف دون رد. حيث يحمل السعودي ناصر الجوهر الرقم 42 في تاريخ المدربين الذين أشرفوا على تدريب المنتخب السعودي لكرة القدم، منذ أن تولى المصري عبدالرحمن فوزي مهمة تدريب «الأخضر» للمرة الأولى في عام 1957، ويأمل في تجاوز إنجاز 2000 عندما أوصل المنتخب السعودي إلى نهائي كأس آسيا بعد أن أوكلت له المهمة بدلا من ماتشلا. وبلغت موجة تغيير المدربين أوجها في مطلع الثمانينيات وحتى الألفية الجديدة، فاستعان الاتحاد السعودي لكرة القدم ب 24 مدربا في 20 عاما، منهم 15 تولوا الإشراف عليه في التسعينيات فقط، و10 ابتداء من عام 2000 حتى التعاقد مع بيسيرو في مارس 2009. ويحمل البرازيليون الرقم القياسي في عدد المدربين بلغ 14 مدربا، أشهرهم ماريو زاغالو وكارلوس البرتو باريرا، في حين أن المدرب السعودي ناصر الجوهر هو الأكثر إشرافا على «الأخضر»، فقد تولى تدريبه في 87 مباراة على خمس مراحل، هذا بخلاف وجوده كمساعد في كثير من الأحيان،كسب فيها 38 مباراة وخسر في 41 وتعادل في ثماني مباريات. واختلفت مبررات الإقالة من خسارة مباراة إلى فقدان بطولة، وإذا كانت بطولات الخليج تعتبر مقصلة المدربين الأولى، فإن تصفيات كأس العالم باتت تشكل الهاجس الأكبر للمسؤولين السعوديين،إلى جانب نهائيات كأس آسيا. قص المدرب المصري عبدالرحمن فوزي شريط المدربين عام 1957، ثم كرت السبحة مع التونسي علي الشواش والإنجليزي جورج سكينز، والمصريين طه إسماعيل، ومحمد صالح الوحش، والمجري الشهير فيرينك بوشكاش، والانجليزيين بيل ماغراي، وروني آلن ،ديفيد وايد، والبرازيليين روبنز مانيللي، وماريو زاغالو، والأخير أقيل أثناء دورة الخليج السابعة في مسقط إثر خسارة السعودية أمام العراق 0 4، ليشرف على المنتخب بعد ذلك السعودي خليل الزياني حتى عام 1986، أعقبه البرازيليون كاستيللو، واوزفالدو، وكارلوس جانيتي، والأوروغوياني اومار بوراس ،ثم البرازيلي كارلوس البرتو باريرا. بدأ البرازيلي باولو ماسا مرحلة التسعينيات وتبعه مواطناه كلاوديو غارسيا، ونلسينيو والأخير خسر مع المنتخب السعودي ثلاثة نهائيات، في الدورة العربية في سورية عام 1992 أمام أصحاب الأرض 2 3، وفي كأس آسيا العاشرة في طوكيو أمام اليابان 0 1، وفي كأس القارات الأولى في الرياض أمام الأرجنتين 1 3. قاد البرازيلي كندينيو المنتخب في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1994 في الدوحة وأقيل قبل المباراة الأخيرة أمام إيران، وتولى السعودي محمد الخراشي المهمة وقاده إلى الفوز فيها فبلغ «الأخضر» كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه. تعاقد الاتحاد السعودي بعد ذلك مع المدرب الهولندي الشهير ليو بينهاكر لكنه لم يستمر أكثر من شهرين ليحل بدلا منه الأرجنتيني خوسيه سولاري الذي درب المنتخب في نهائيات كأس العالم في الولاياتالمتحدة 1994 فقاده إلى الدور الثاني لكن مهمته انتهت بعد مباراة السويد التي خسرها المنتخب السعودي 1 3. وقاد الخراشي مرة أخرى منتخب بلاده في دورة الخليج الثانية عشرة في الإمارات عام 1994، ثم جاء الدور على البرازيلي زوماريو، فالبرتغالي نيليو فينغادا، والذي أحرز مع المنتخب كأس آسيا في الإمارات عام 1996، لكنه أقيل في التصفيات النهائية المؤهلة إلى كأس العالم عام 1998 لتسند المهمة إلى الألماني اوتو بفيستر الذي قاد الأخضر لنهائيات كأس العالم 1998 في فرنسا. المهمة في نهائيات المونديال تولاها هذه المرة البرازيل كارلوس البرتو باريرا ،لكنه أقيل بعد الخسارة أمام فرنسا برباعية، فعين الخراشي مرة أخرى وأشرف على المنتخب في مباراة جنوب أفريقيا فقط والتي انتهت بالتعادل 2 2. وفي دورة الخليج الرابعة عشرة في البحرين عام 1998 كان بفيستر جاهزا ليقود المنتخب للمرة الثانية، لكنه ترك المهمة بعد ذلك للتشيكي ميلان ماتشالا الذي تلقى خبر إقالته بعد المباراة الأولى في كأس آسيا 2000 في لبنان إثر الخسارة القاسية أمام اليابان 1 4، ليتولى ناصر الجوهر الإشراف على «الأخضر» للمرة الأولى حيث نجح في قيادته إلى المباراة النهائية التي خسرها أمام اليابان مجددا 0 1، علما بأن السعودية أهدرت فيها ركلة جزاء عبر حمزة إدريس. واستمر الجوهر في التصفيات التمهيدية المؤهلة لكأس العالم 2002، ثم ترك مكانه للصربي سلوبودان سانتراتش، لكن الأخير لم يستمر طويلا وأقيل بعد الخسارة أمام إيران في الدور الثاني الحاسم من التصفيات ليعود الجوهر مجددا لتولي المهمة وحده فنجح في قيادة المنتخب إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي. لكن نجاح الجوهر لم يستمر في المونديال فتعرض المنتخب لثلاث هزائم أمام ألمانيا والكاميرون وجمهورية أيرلندا، والأولى كانت قاسية بثمانية أهداف نظيفة. بعد المونديال، تولى الهولندي جيرارد فاندرليم تدريب المنتخب السعودي حقق كأسي الخليج والعرب واستمر حتى نهائيات كأس آسيا 2004 في الصين التي شهدت خروجه من الدور الأول، فكان الجوهر الخيار من جديد في التصفيات التمهيدية المؤهلة إلى مونديال 2006 قبل أن يترك مكانه للأرجنتيني غابرييل كالديرون الذي قاد للأخضر للتأهل إلى كأس العالم للمرة الرابعة. ومن كالديرون، انتقلت المهمة إلى البرازيلي ماركوس باكيتا الذي قاد «الأخضر» في نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا وكأس الخليج الثامنة عشرة في أبوظبي مطلع 2007. وتعاقد الاتحاد السعودي بعد ذلك مع البرازيلي المغمور هيليو سيزار دوس انغوس فتولى تدريب المنتخب في كأس آسيا 2007 وقاده إلى المباراة النهائية قبل أن يخسر فيها أمام العراق 0 1، والدورة العربية في مصر والتصفيات الأولية لكأس العالم 2010، قبل أن يعود الجوهر لقيادة المنتخب في المباريات المتبقية من التصفيات التمهيدية، والمباريات الأربع الأولى من التصفيات النهائية، تاركا بدوره مكانه إلى البرتغالي بيسيرو الذي فشل في إيصال «الأخضر» إلى نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة على التوالي وخسر أمام الكويت في نهائي خليجي 20 بهدف دون رد.