(شرق) جده - شهدت الكرة السعودية الكثير من التغييرات في الأجهزة الفنية ل"الأخضر" طوال 52 عاماً, الأمر الذي انكعس سلباً في كثير من الأوقات على المستوى الفني للمنتخب، إذ تعاقب على تدريبه 42 مدرباً حتى الآن. ويحمل البرتغالي جوزيه بيسيرو الرقم 42 في تاريخ المدربين الذين أشرفوا على تدريب السعودي لكرة القدم, منذ أن تولى المصري عبدالرحمن فوزي مهمة تدريب "الاخضر" للمرة الاولى في عام 1957. وكان الاتحاد السعودي لكرة القدم وقع عقداً مع بيسيرو منتصف الشهر الماضي لتدريب المنتخب في الفترة المقبلة التي تشهد اقامة المباريات المتبقية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 في جنوب افريقيا, وذلك خلفاً للسعودي ناصر الجوهر الذي قدم استقالته عقب خسارة المنتخب السعودي أمام كوريا الشمالية بهدف دون مقابل في بيونغيانغ في الحادي عشر من الشهر ذاته. ويحتل المنتخب السعودي المركز الرابع في مجموعته التي تضم أيضاً كوريا الجنوبيةوإيران وكوريا الشمالية والإمارات برصيد أربع نقاط من أربع مباريات. المهمة الأولى لبيسيرو، الذي سبق له أن تولى تدريب فريق الهلال السعودي قبل نحو ثلاث سنوات, ستكون ضد ايران في ال28 من مارس/آذار الحالي في طهران في تصفيات المونديال. عمل بيسيرو البالغ من العمر 48 عاماً مساعداً لمواطنه كارلوس كيروش حين كان الآخير مدرباً لريال مدريد الإسباني، ثم انتقل للاشراف على سبورتينغ لشبونة وقاده إلى نهائي كاس الاتحاد الأوروبي عام 2005، وبعد انتقاله من الهلال في موسم 2007، درب باناثينايكوس اليوناني، وكان يشرف على رابيد بوخارست الروماني منذ الصيف الماضي. يشار إلى أن موجة تغيير المدربين بلغت أوجها مطلع ثمانينات القرن الماضي حتى الألفية الجديدة, حيث استعان الاتحاد السعودي لكرة القدم ب24 مدرباً في 20 عاماً، منهم 15 تولوا الاشراف عليه في التسعينات فقط، و10 ابتداء من عام 2000 حتى التعاقد مع بيسيرو. ويحمل البرازيليون الرقم القياسي في عدد المدربين، اذ بلغ 14 مدرباً، اشهرهم ماريو زاغالو وكارلوس البرتو باريرا, في حين أن المدرب السعودي ناصر الجوهر هو الأكثر اشرافاً على "الاخضر"، فقد تولى تدريبه في 87 مباراة على أربع مراحل, هذا بخلاف وجوده كمساعد في كثير من الاحيان. وتباينت مبررات الإقالة من خسارة مباراة إلى فقدان بطولة, وإذا كانت بطولات الخليج تعد مقصلة المدربين الاولى, فإن تصفيات كأس العالم باتت تشكل الهاجس الأكبر للمسؤولين السعوديين. البداية مع المصري فوزي قصّ المدرب المصري عبدالرحمن فوزي شريط المدربين عام 1957، ثم كرت السبحة مع التونسي علي الشواش والإنكليزي جورج سكينز والمصريين طه اسماعيل ومحمد صالح الوحش والمجري اشهير فيرينك بوشكاش والإنكليزي بيل ماغراي وروني آلن وديفيد وايد والبرازيليين روبنز مانيللي وماريو زاغالو، والأخير أقيل أثناء دورة الخليج السابعة في مسقط اثر خسارة السعودية أمام العراق صفر-4، ليشرف على المنتخب بعد ذلك السعودي خليل الزياني حتى عام 1986، اعقبه البرازيليون كاستيللو واوزفالدو وكارلوس جانيتي والاوروغوياني اومار بوراس ثم البرازيلي كارلوس البرتو باريرا. بدأ البرازيلي باولو ماسا مرحلة التسعينات وتبعه مواطناه كلاوديو غارسيا ونلسينيو والأخير خسر مع المنتخب السعودي ثلاثة نهائيات, في الدورة العربية في سوريا عام 1992 امام اصحاب الارض 2-3، وفي كأس آسيا العاشرة في طوكيو امام اليابان صفر-1، وفي كأس القارات الأولى في الرياض أمام الأرجنتين 1-3. وقاد البرازيلي كندينيو المنتخب في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1994 في الدوحة وأقيل قبل المباراة الأخيرة أمام ايران، وتولى السعودي محمد الخراشي المهمة وقاده إلى الفوز فيها فبلغ "الاخضر" كأس العالم للمرة الاولى في تاريخه. وتعاقد الاتحاد السعودي بعد ذلك مع المدرب الهولندي الشهير ليو بينهاكر، لكنه لم يستمر أكثر من شهرين ليحل بدلاً منه الارجنتيني خوسيه سولاري الذي درّب المنتخب في نهائيات كأس العالم في الولاياتالمتحدة 1994 فقاده الى الدور الثاني، لكن مهمته انتهت بعد مباراة السويد التي خسرها المنتخب السعودي 1-3. وقاد الخراشي مرة اخرى منتخب بلاده في دورة الخليج الثانية عشرة في الإمارات عام 1994، ثم جاء الدور على البرازيلي زوماريو فالبرتغالي نيليو فينغادا والذي احرز مع المنتخب كأس آسيا في الامارات عام 1996, لكنه أقيل في التصفيات النهائية المؤهلة الى كأس العالم عام 1998 لتسند المهمة إلى الألماني اوتو بفيستر الذي قاد الاخضر لنهائيات كأس العالم 1998 في فرنسا. أما المهمة في نهائيات المونديال فتولاها هذه المرة البرازيل كارلوس البرتو باريرا لكنه اقيل بعد الخسارة امام فرنسا برباعية، فعين الخراشي مرة اخرى وأشرف على المنتخب في مباراة جنوب افريقيا فقط والتي انتهت بالتعادل 2-2. وفي دورة الخليج الرابعة عشرة في البحرين عام 1998 كان بفيستر جاهزاً ليقود المنتخب للمرة الثانية، لكنه ترك المهمة بعد ذلك للتشيكي ميلان ماتشالا الذي تلقى خبر اقالته بعد المباراة الاولى في كأس آسيا 2000 في لبنان اثر الخسارة القاسية امام اليابان 1-4، ليتولى ناصر الجوهر الاشراف على "الاخضر" للمرة الاولى، حيث نجح في قيادته الى المباراة النهائية التي خسرها امام اليابان مجدداً صفر-1، علماً بأن السعودية اهدرت فيها ركلة جزاء عبر حمزة ادريس. واستمر الجوهر في التصفيات التمهيدية المؤهلة لكأس العالم 2002، ثم ترك مكانه للصربي سلوبودان سانتراتش، لكن الاخير لم يستمر طويلاً وأقيل بعد الخسارة أمام إيران في الدور الثاني الحاسم من التصفيات ليعود الجوهر مجدداً لتولي المهمة وحده فنجح في قيادة المنتخب إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي. لكن نجاح الجوهر لم يستمر في المونديال فتعرض المنتخب لثلاث هزائم أمام المانيا والكاميرون وجمهورية ايرلندا، والاولى كانت قاسية بثمانية اهداف نظيفة. بعد المونديال، تولى الهولندي غيرارد فاندرليم تدريب المنتخب السعودي واستمر حتى نهائيات كأس آسيا 2004 في الصين التي شهدت خروجه من الدور الاول, فكان الجوهر الخيار من جديد في التصفيات التمهيدية المؤهلة الى مونديال 2006 قبل ان يترك مكانه للارجنتيني غابرييل كالديرون الذي قاد للاخضر للتأهل الى كأس العالم للمرة الرابعة. ومن كالديرون، انتقلت المهمة الى البرازيلي ماركوس باكيتا الذي قاد "الاخضر" في نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا وكأس الخليج الثامنة عشرة في ابوظبي مطلع 2007. وتعاقد الاتحاد السعودي بعد ذلك مع البرازيلي المغمور هيليو سيزار دوس انغوس فتولى تدريب المنتخب في كأس آسيا 2007 وقاده الى المباراة النهائية قبل ان يخسر فيها امام العراق صفر-1، والدورة العربية في مصر والتصفيات الاولية لكأس العالم 2010, قبل ان يعود الجوهر لقيادة المنتخب في المباريات المتبقية من التصفيات التمهيدية, والمباريات الاربع الاولى من التصفيات النهائية، تاركاً بدوره مكانه الى البرتغالي بيسيرو الذي يواجه وضعاً صعباً لقيادة "الاخضر" الى نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة على التوالي.