تحقق الشؤون الصحية في جدة مع مستشفى خاص متهم بالتسبب في وفاة ماجد الجهني قبل أسبوعين، تجاهل مسؤولية تعليمات أصدرتها المديرية تقضي بمنع أفراد الطاقم الطبي الذي أجرى العملية الجراحية للشاب الجهني من السفر. وأكد ل «عكاظ» مصدر مطلع أن مسؤولين في المستشفى الخاص تجاهلوا تعليمات أصدرتها الشؤون الصحية وساعدوا طبيب المخ والأعصاب على السفر، رغم قرار المنع على خلفية شكوى تقدم بها أقارب المتوفى للشؤون الصحية. ودعت الشؤون الصحية المستشفى إلى إيضاح أسباب السماح للطبيب بالسفر، وتاريخ مغادرته وحصوله على التأشيرة. من جهته، أكد ل «عكاظ» مكتب العلاقات العامة في المستشفى الخاص أن استلام خطاب الشؤون الصحية المتضمن منع الطبيب من السفر جاء بعد مغادرته، مشيرا إلى أن المستشفى يسير وفق النظام القانوني للإجراءات. وأوضح المستشفى الخاص أن قضية الخطأ الطبي ما زالت منظورة أمام الشؤون الصحية، مبينة أن الطبيب الاستشاري يعمل وفق تأشيرة طبيب زائر انتهت، وغادر إلى بلاده. وأضاف «يتحمل المستشفى كافة المسؤوليات والمضاعفات المتعلقة بالأطباء الزائرين وفقا للأنظمة المعمول بها في هذا الخصوص، ويوجد إقرار من المستشفى بذلك لدى الشؤون الصحية عند منح تأشيرة الزيارة للعمل، إضافة إلى تخصيص استشاري في المستشفى لمرافقة الطبيب الزائر». بدورهم، قال أقارب المتوفى إن المديرية قيدت شكواهم ضد المستشفى التي طالبت بالتحفظ على الطاقم الطبي المشارك في العملية والتحقيق في أسباب الوفاة. وأوضحوا بأنهم على علم بأن الشؤون الصحية أرسلت في حينها خطابا عاجلا إلى المستشفى، يقضي بمنع الطاقم المشارك في العملية من السفر إلى أن ينتهي التحقيق ومعرفة أسباب الوفاة، واستغربوا تجاهل المستشفى وتسفيره للطبيب، واعتبروا هذا التصرف دليلا على ضلوع المستشفى في الخطأ الطبي. وتحدثوا عن ابنهم المتوفى ماجد (32 عاما) الذي ترك خلفه طفله محمد ذا السنوات الأربع، الذي توفيت والدته قبل عامين في خطأ طبي أيضا في محافظة بيشة. ولا يزال الطفل (محمد) غير مصدق بأن أباه غادر الدنيا بلا رجعة، يسأل عنه كل من يقابله «أين بابا؟»، رغم أنه ممدد في النعش أمامه، لكن صغر سنه صعب من استيعابه أن الملفوف بالقماش الأبيض هو والده المتجه إلى مثواه في مقابر المعلاة في مكةالمكرمة. يذكر أن المتوفى ماجد راجع مستشفى خاصا وكان يشكو آلاما في الظهر وأخذ مسكنات للألم، وفي نفس اليوم توجه إلى مستشفى خاص آخر، حيث ملفه الطبي يحوي فحوصاته السابقة وبعد مراجعة قسم الأعصاب قرر الأطباء إجراء عملية عاجلة، توفي على إثرها، ليتهم أقاربه المستشفى بالتسبب في الوفاة.