دعا ورثة طبيب الأسنان طارق الجهني الذي قضى بسبب خطأ طبي أثناء عملية جراحية في مستشفى خاص عبر صحيفة الدعوى المقدمة للهيئة الصحية الشرعية في محكمة جدة العامة البارحة، إلى تحويل القضية من خطأ طبي إلى قضية جنائية حتى يتم إصدار حكم يعزر المتسببين في الوفاة، ورفع سقف الاتهام من طبيبة التخدير إلى تسعة أطباء وفنيين شاركوا في العملية. وقال وكيل ورثة الجهني الدكتور طارق آل إبراهيم إن صحيفة الدعوى احتوت على عدد من الملاحظات والأخطاء التي وقعت داخل غرفة العمليات، منها السماح لأشخاص غير مرخص لهم بمزاولة المهنة والمشاركة في العمليات، الإهمال، الاستهتار، والنقص في التقنية الطبية المعدة للعملية. وكشف آل إبراهيم عن احتواء صحيفة الدعوى اتهاما ضد إدارة المستشفى مباشرة وتسعة أطباء متخصصين في الجراحة والتخدير وفنيين آخرين شاركوا في العملية، مضيفا «وطالبنا بأشد العقوبات الجزائية في حق المستشفى وطاقم العملية». وبين وكيل ورثة الجهني أن أخطاء فنية واضحة وقعت أثناء إجراء العملية تم تضمينها صحيفة الدعوى المقدمة للهيئة. من جهته، أكد رئيس اللجنة القاضي في المحكمة العامة في جدة الدكتور عبد الرحمن العجيري أن الهيئة استقبلت صحيفة الدعوى من محامي ورثة الجهني، كما استمعت للدعوى التي عرضت على المدعى عليهم حيث طالبوا بمنحهم مهلة زمنية للرد. وقال العجيري إنه تم إمهال المدعى عليهم حتى 16 من ربيع الأول المقبل، للرد على صحيفة الدعوى المقدمة كتابيا والاستماع إليها في الجلسة المحددة. وعقدت الهيئة جلستها الأولى في 12 محرم الماضي، وقررت تأجيل النظر في القضية إلى 18 صفر، للاطلاع على ملف القضية بطلب من المحامين المكلفين بالترافع في القضية. وعلمت «عكاظ» من مصادر مطلعة أن اللجنة كانت تنوي إخضاع الطبيبة المتهمة لمناقشة طبية من استشاريين من مستشفى الملك فهد العام في جدة حول ما حدث أثناء العملية. يشار إلى أن الهيئة الصحية الشرعية أعطت ورثة المتوفى الجهني مهلة شهر كامل لإعداد صحيفة الدعوى ضد إدارة المستشفى والطبيبة المتهمة، لإيضاح التهم الموجهة وطلباتهم. وبحسب المحامي أحمد سليم فإن الوفاة التي وقعت على موكله الجهني مركبة من عدة أخطاء وتتمثل في عدم توافر التجهيزات والتقنيات الطبية اللازمة، وهو ما اعتبره استهتارا بأرواح البشر. وأضاف «أعدت صحيفة الادعاء بعد الرجوع إلى المراجع البحثية العلمية، وفيها حدد الأشخاص المدعى عليهم من الطاقم الطبي المشارك في العملية». وأكد محامي ورثة الجهني الاستعانة بأصدقاء الطبيب المتوفى من أطباء تخدير لمعرفة مدى الخطأ الذي حدث في العملية. واحتوت صحيفة الاتهام البارحة، مطالبة من ورثة الجهني أثناء الجلسة بتطبيق أقصى العقوبات في حق المستشفى المتسبب في وفاة ابنهم، مؤكدين تمسكهم بحقهم الخاص وملاحقة المتسببين. وأكدت صحيفة الدعوى عدم معاناة طبيب الأسنان الجهني من أمراض مزمنة قبل وفاته، التي ادعى المستشفى وجودها. ووقفت لجنة المخالفات التابعة للشؤون الصحية في جدة على أربع مخالفات لدى تفتيش المستشفى، حيث طالبت في التوصيات المقدمة في تقرير القضية بإلحاق أشد الغرامات المالية بحق المستشفى. يذكر أن طبيب الأسنان الدكتور طارق الجهني قضى في عملية جراحية في المستشفى الخاص إثر وفاته دماغيا بسبب التخدير الخاطئ، حيث وجه وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة بإغلاق قسم العمليات، مشترطا الحصول على موافقة شخصية منه لإعادة فتحه. وصدر القرار بناء على تقرير مديرية الشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة وتوصيات اللجان التي حققت في الوفاة.