أعلنت وزارة الداخلية أمس عن قائمة جديدة تضم 47 مطلوبا أمنيا من السعوديين المنتمين للفكر المنحرف المتواجدين في الخارج. وذكر المتحدث الأمني في وزارة الداخلية بأن مما من الله به على مجتمعنا السعودي المسلم من إدراك لحقيقة الفكر الضال والأهداف التي يسعى إليها المفسدون في الأرض المحاربون لله ورسوله قد حرم أرباب الفتنة والفساد من إيجاد موطئ قدم لهم على الأرض الطاهرة، وقد كان لقوات الأمن شرف المواجهة التي ألجأتهم بفضل من الله إلى النزوح إلى حيث صور لهم فكرهم التكفيري المنحرف أنها مواقع للانطلاق للنيل من وطنهم وأهلهم ومقدرات أمتهم. وقال اللواء منصور التركي في الرياض «وبعد أن اتضحت الرؤية لكل ذي لب، حيث استغل رموز الفتنة العاطفة الدينية لأبناء هذا البلد الأمين لتوظيفها لنهجهم الخائن، وخدمة أعداء عقيدتنا السمحة وسنة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وبعد أن جعلوا من بعض أبناء الوطن بضاعة في أيدي سماسرة الفتنة يلقى بهم إما في غياهب المعتقلات، أو حيث يلقون حتفهم في مناطق الصراع والفتنة». مبينا أن البعض ممن غرر بهم استدرك الخطأ الذي ارتكبوه وتقدموا إلى ممثليات خادم الحرمين الشريفين في الخارج، حيث تم تأمين عودتهم ولم شملهم بأسرهم ومساعدتهم على العودة إلى الحياة الطبيعية وإخضاعهم للأنظمة المرعية وذلك على نحو ما سبق الإعلان عنه في تاريخ7/2/1430ه، إذ بلغ عدد من سلموا أنفسهم بعد هذا التاريخ خمسة مطلوبين من المتواجدين في الخارج «وفي المقابل فإن هناك من جعلوا من أنفسهم أداة بأيدي أعداء الملة والوطن، لا يملكون من أمرهم شيئا، وفي انتظار ما يوحي إليهم به شياطين الإنس ليقدموا على أعمال دنيئة ينالون بها من أهلهم ووطنهم». وأكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية أن الجهات المختصة تمكنت من التعرف على المطلوبين للجهات الأمنية من السعوديين المتواجدين في الخارج «صور لهم خيالهم المريض تحين الفرص للتنفيذ أو المساعدة في اقتراف عمل إجرامي على أرض الوطن»، لافتا إلى أنه سلمت للشرطة الدولية (الإنتربول) طلبات باستردادهم. وأوضح اللواء منصور التركي أنه وفي الوقت الذي تعلن وزارة الداخلية عن هذه القائمة من المطلوبين الذين تسري بحق من يدل عليهم المكافآت التي سبق الإعلان عنها «لتدعو هؤلاء المطلوبين إلى العودة إلى رشدهم والرجوع عن غيهم، والمبادرة بتسليم أنفسهم إلى أقرب ممثليه لخادم الحرمين الشريفين، حيث سيتم تأمين عودتهم ولم شملهم بأسرهم، وأخذ ذلك في الاعتبار عند النظر في أمرهم». منصور الشهري الرياض أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، أن المطلوبين في قائمة ال47 خطيرون جدا، ولديهم القدرات على تنفيذ أي عمل إرهابي، لما يحملون من تدريبات على استخدام الأسلحة، وبعضهم مارس أدوارا قيادية في تنظيم القاعدة. وكشف اللواء التركي في المؤتمر الصحافي الذي عقده في نادي الضباط في الرياض أمس، أن 30 من المطلوبين غادروا المملكة بطرق غير نظامية، ولم تسجل لهم عودة و13 آخرين تسللوا خارج المملكة عبر الحدود، بينما غادر المملكة أربعة عبر أساليب غير مشروعة، مبينا أن الشرطة الدولية أصدرت نشرات دولية حمراء للمطلوبين الأربعاء الماضي. وذكر المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية أن المعلومات التي توافرت حول تواجد المطلوبين لا تجزم ببقاء تواجدهم في مواقع معينة، وإنما قد ينتقلون إلى مواقع أخرى تشهد صراعات «توافرت معلومات عن وجود 16 منهم في اليمن و27 في أفغانستان وباكستان، وأربعة آخرين توافرت معلومات عن وجودهم في العراق». مشيرا إلى أن أعمارهم ما بين 18 40 عاما ومتوسط أعمارهم 26 عاما، ومنهم 34 مطلوبا تتراوح أعمارهم من 20 30 عاما، و12 مطلوبا تتراوح أعمارهم ما بين 30 40 عاما. وقال التركي إن التهم الموجهة للمطلوبين حددت بتبني فكر القاعدة وترويجهم له، التدريب على مهارات القتال، استخدام الأسلحة المتنوعة والمتفجرات، إعداد السموم بهدف استخدامها في تنفيذ أعمال إرهابية، تحريض صغار السن على مخالفة ولاة الأمر وأئمة المسلمين، السفر إلى مناطق الصراع، تسهيل سفر الشباب إلى مناطق تشهد صراعات، تقديم الدعم التقني والإعلامي والمالي لتنظيم القاعدة، والتسلل من المملكة للانضمام لتنظيم القاعدة. وكشف المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية أن من ضمن المعلن عنهم ثلاثة أشخاص لهم ارتباط ب149 مطلوبا شكلوا 19 خلية أعلن عنهم أخيرا. وأوضح التركي أنه تم إبلاغ أسر المطلوبين «وهناك تعاون من الأسر مع الجهات الأمنية لطلب أبنائهم لتسليم أنفسهم». الجدير بالذكر أن القائمة التي أعلنت عنها وزارة الداخلية أمس وتحمل 47 مطلوبا هي الخامسة، حيث كانت أول قائمة تحمل 19 مطلوبا، ثم تلتها قائمة تحمل 26 مطلوبا فقائمة ضمت 36 مطلوبا، ثم قائمة ال85 وهي الأكبر عددا. والمطلوب رقم 31 عبد المجيد فيصل محمد الجبيري الشهري (20 عاما) من ضمن قائمة ال47 هو ابن شقيق زوجة الرجل الثاني في التنظيم الإرهابي سعيد الشهري الذي استدرجه للانضمام لتنظيم ما يسمى ب«قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» ليصبح بذلك أحدث عضو ينتمي للتنظيم الإرهابي الذي يتخذ من الأراضي اليمنية منطلقا لاستهداف أمن المملكة.