سنوات طويلة مضت ومكةالمكرمة بأحيائها، وشوارعها هي ما عليه الآن، إلا ما كان من التوسعات المتوالية للمسجد الحرام وما استلزمه المشروع من هدميات وما تم تنفيذه من أنفاق، وخطوط دائرية تربط الأحياء الجديدة ببعضها البعض من ناحية، وتربط الجميع بقلب المدينة، وشوارعها المؤدية للمسجد الحرام والتي لا تزال على حالها كما نعهدها من نصف قرن أو يكاد. فشارع المنصور كما هو، والعتيبية من جميع جوانبها على ما كانت عليه في الثمانينيات هجرية، والحال كذلك في جرول أو مدخل مكةالمكرمة من طريق مكةجدة القديم، أو من ناحية النزهة من جانب ومن ناحية مستشفى الزاهر، أو الروضة، أو الحجون، أو المعلا وحتى المعابدة، أو المسفلة من خلف مشروع شركة مكة وجوانبه إلى كدي، ومن ريع الرسان حتى القشلة. كل هذه المناطق وغيرها مما ما عدت أذكره لا يزال على حاله منذ منتصف الثمانينيات، وفوق ذلك أن الحفريات في كل شارع وفي كل طريق لم تتوقف في معظم الطرق والشوارع التي ذكرت ومن الثمانينيات أيضا وبكل أسف، هذا في الوقت الذي تحرص فيه حكومتنا الرشيدة أن ترتقي بالأوضاع العامة في مكةالمكرمة للمستوى الذي يتناسب ومكانتها المقدسة. صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة أجزم بأنه يعرف تماما ما ذكرت، ولذلك وجه كل اهتمامه حال تعيينه أميرا للمنطقة للعمل على دراسة الأوضاع الحالية، من ثم وضع الخطط التي تجعل من مكةالمكرمة جوهرة المدائن تنظيما، كما هي جوهرة المدائن قداسة. وكان من ثمار تلك الدراسة الاستراتيجية العشرية التي بدأ العمل بموجب مخططاتها في التنفيذ لمراحلها الأولى. ومن منطلق اهتمامه الكبير بوضع مكةالمكرمة وضرورة سرعة الارتقاء بأوضاعها عامة وجه سموه عند ترؤسه جلسة مجلس المنطقة الأخيرة بتكليف 55 جهة حكومية إلى جانب القطاعات الأهلية الرئيسية والشركات المدعومة من الدولة بإعداد خطة مفصلة من مشاريعها في السنوات الأربع المقبلة لتتم مناقشته في لقاء الإنجاز بعد ثلاثة أشهر. وتذكر «عكاظ» فيما نشرته في عدد يوم الأحد 20/1/1432ه: أن سمو الأمير خالد الفيصل شدد على أهمية تفعيل استراتيجية المنطقة في بناء الإنسان وتنمية المكان وتكثيف الجهود لجعل المشاريع ذات طبيعة مستدامة في تحقيق أهدافها ومدى انسجامها مع الخطة العشرية والمخطط الإقليمي للمنطقة والأدوار الحيوية لكل قطاع من خلال تحقيق المرتكزات البشرية والمعرفية والتنموية قبل اعتماد المشاريع. ودعا أمير منطقة مكةالمكرمة إلى ضرورة متابعة إنجاز المشاريع التنموية المدرجة بشكل عاجل والوقوف على نقاط القوة والضعف ومعالجتها وحصر المشاريع المتعثرة ودراسة الخطوات التنفيذية الاستراتيجية المستحدثة للنهوض بالمستوى العام لأداء المشاريع، وتبني روحا جديدة في رسم هوية المشاريع التنموية بما يخدم إبراز هوية كل محافظة من محافظات المنطقة. وليس هذا فحسب بل إن سموه يؤكد على الاهتمام بالعنصر البشري في جميع مراحل المشاريع المستقبلية بما يحقق اندماج الإنسان في المكان ويعكس ثقافته ويساعد في رفع المعدلات الإنتاجية، إذ إن الوقت والتنمية والإنجاز هي لغة العصر الجديد نحو العالم الأول. وأن من الضروري تحديد الأولويات والمشاريع العاجلة في كافة المجالات ووضع آليات التنفيذ في إطار زمني محدد والتشديد على تنفيذها في إطارها الزمني الموضوع لها واعتبار الوقت هو التحدي الأكبر في سبيل إنجاز المشاريع التي ينتظرها المواطنون في كافة المحافظات بما يجعل من الوقت لغة متداولة لدى كل عناصر المشروع من مسؤولين ومقاولين. وهذا هو ما يطمئننا على أن المستقبل سيكون بإذن الله أفضل وأحلى. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة