عاد ملف المصالحة الفلسطينية إلى واجهة الأحداث السياسية، بعد قرار فتح أخيرا الإفراج عن المعتقلين المضربين من حماس، وأكدت حركة حماس أنها شرعت في إجراء اتصالات مع حركة فتح لتحديد موعد جديد لاستئناف الحوار مجددا من حيث انتهى، والذي جرى تعليقه أخيرا، عقب تبادل الاتهامات بين الحركتين حول قضية الاعتقالات. وأكد المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري في تصريحات ل«عكاظ»، أن الحركة حريصة على استمرارية الحوار، لافتا إلى أن الإفراج عن معتقلي حماس خطوة جيدة، بيد أنه طالب «فتح» بالإفراج عن بقية المعتقلين في سجون الضفة وإنهاء ملف الاعتقال السياسي، لعودة الحوار الوطني الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، إلى مجراه الطبيعي، وسط أجواء إيجابية تسمح باستمراريته. وأشار إلى أن الحركة لم تمانع في استئناف الحوار، واستكماله مع فتح، بل إنها حريصة على تذليل جميع العقبات للوصول إلى المصالحة الشاملة. وأضاف أن حماس ترغب أن يحقق الحوار مبدأ المصالحة الحقيقية وينهي حالة الانقسام دون تقديم أية تنازلات حول تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة. وكانت السلطة الفلسطينية افرجت عن نشطاء حماس الستة المضربين عن الطعام في سجونها، بقرار من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووساطة من أمير قطر، فيما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل، واعتقلتهم جميعا: وهم وائل البيطار، ومجدي عبيد، وأحمد عويوي، ومهند نيروخ، ووسام القواسمي، ومحمد سوقية. وقالت مصادر طبية وأمنية فلسطينية، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت خلال عملية الاعتقال، المواطن عمر سليم القواسمي (66 عاما) وهو نائم في فراشه. وقال نجل الشهيد رجائي أن جنود الاحتلال دخلوا إلى منزلنا، وكانت والدتي تصلي الفجر فوضعها الجنود بغرفة شقيقي المعاق، ودخلوا غرفة نوم والدي وأطلقوا عليه الرصاص، وغادروا المنزل بعد أن اعتقلوا المواطن وائل محمد سعيد البيطار الذي يقطن في الطابق الأول في منزلنا. وأضاف بعد أن اعتقل جنود الاحتلال المواطن وائل البيطار دخلنا المنزل وفوجئنا بوالدنا وهو غارق بدمائه لم نسمع صوت إطلاق رصاص ويبدو بأنهم استخدموا كاتماً للصوت لقتل والدي، موضحا يبدو بأن جنود الاحتلال كانوا يعتقدون بأن البيطار يسكن في الطابق الثاني من المنزل لذلك أطلقوا الرصاص فور دخولهم على غرفة والدي وهو نائم في فراشه دون التأكد من هويته. وذكرت مصادر طبية في مستشفى الخليل الحكومي بأن الشهيد القواسمي وصل وهو مصاب بعيارات نارية كثيرة، وخاصة في المنطقة العلوية من جسده، حيث هشم الرصاص وجهه.