انتشرت الدماء بكثافة في غرفة نوم الحاج عمر سليم القواسمي، 65 عاما من سكان الخليل في الضفة الغربية، بعد أن دهمها جنود إسرائيليون فجر أمس وأطلقوا النار بكثافة على جسده وهو نائما في فراشه فأصابت 13 رصاصة قلبه ورأسه لتترك جزءا من دماغه على الأرض. في تلك الأثناء كانت زوجته تصلي قيام الليل عندما سمعت دوي إطلاق الرصاص، فأطلقت صرخة قوية انقض الجنود على إثرها عليها وأغلقوا فمها قبل أن ينقلوها إلى غرفة مجاورة بعد أن جروها على الأرض. وقال رجائي القواسمي، نجل عمر القواسمي: إن "الجنود الإسرائيليين اقتحموا البيت ودخلوا غرفة نوم والدي، وهو نائم ثم أطلقوا 13 رصاصة على رأسه وواحدة على قلبه بدم بارد بدون التأكد من هويته". وأضاف: "اعتقدوا أن والدي هو ابن عمتي، وائل البيطار الذي يقطن في الطابق الأرضي من نفس البناية وأطلقوا عليه النار ومن ثم طلبوا هويته". لم يكن الحاج عمر ولا زوجته المستهدفين بهذه العملية الدموية، إنما الشاب وائل البيطار الذي كان الجنود يعتقدون أنه يختبئ في منزل الحاج عمر. لاحقا توجه الجنود إلى منزل البيطار ودهموا منزله ومن ثم اعتقلوه. وتكررت العملية ذاتها وإن كان باستخدام إضافي لقنابل الصوت والقنابل المضيئة لاعتقال الشاب مهند نيروخ الذي أخرجه الجنود من منزله فاقدا للوعي ما استدعى اعتقاله في سيارة إسعاف. المشهد تكرر في منزل الشاب مجد عبيد الذي قام الجنود بتحطيم أبواب ونوافذ منزله قبل اعتقاله في سيارة إسعاف، حيث كان يعاني من تشنجات ولم يستطع السير لشدة الإعياء. وتكرر مشهد الاعتقال في منزلي الشابين أحمد العويوي ووسام القواسمي. وما يجمع ما بين البيطار ونيروخ وعبيد والعويوي والقواسمي هو أنهم كانوا 5 أفراد من عناصر حماس معتقلين في سجون المخابرات الفلسطينية، وتم الإفراج عنهم مساء أول من أمس بعد وساطة من دولة قطر، إلا أنهم اعتقلوا بعد ساعات من الإفراج عنهم. وزعمت مصادر إسرائيلية أن "الجنود فوجئوا بالشيخ القواسمي يتصرف بصورة مشبوهة فاعتقدوا أنه يشكل تهديدا مباشرا على حياتهم، فأطلقوا النار عليه". كما زعمت أن بعض الذين اعتقلتهم ضالعون في الهجوم الذي أودى قبل بضعة أشهر بحياة 4 مستوطنين جنوب جبل الخليل. من جهتها، حملت حركة حماس الاحتلال وأجهزة أمن السلطة بالضفة المسؤولية المشتركة عن استشهاد القواسمي واعتقال الخمسة المفرج عنهم. واعتبر المتحدث باسم حماس سامي أبوزهري في مؤتمر صحفي بغزة أن العملية الإسرائيلية تمثل تصعيدا ومثالا للعربدة الإسرائيلية المتواصلة. كما حملت حركة الجهاد الإسلامي الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة وتبعاتها، مؤكدة على حق المقاومة في الرد بالطريقة والكيفية المناسبة. ولكن السلطة الفلسطينية رفضت اتهامات حماس بتحميلها المسؤولية عن اعتقال الجيش الإسرائيلي أمس خمسة من نشطائها في الخليل. وقال الناطق باسم أجهزة الأمن التابعة للسلطة عدنان الضميري: إن المعتقلين الخمسة قبل الإفراج عنهم وقعوا تعهدا بتحمل المسؤولية عن سلامتهم بمعرفة وحضور قيادة حماس بالضفة. من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة أربعة من جنوده مساء أمس باشتباكات مع نشطاء فلسطينيين وسط قطاع غزة. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: إن قوة من الجيش تعرضت لإطلاق قذائف هاون ونيران من أسلحة خفيفة في منطقة موقع "كيسوفيم" العسكري على حدود قطاع غزة، بعد وصولها إلى المكان إثر اكتشاف نشطاء كان يعتقد بأنهم يهمون بوضع عبوات ناسفة في المكان.