تدخل هيئة كبار العلماء مرحلة استثنائية ومنعطفا تاريخيا مهما، بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الدائم لها الذي يرمي إلى تطوير أعمالها بما يواكب مستجدات العصر ومتطلباته. وشهد العام 1430 ه تحديدا أولى لبنات هذا التطوير، حين أصدر خادم الحرمين الشريفين أمره بإعادة تكوين الهيئة وتطعيمها بكافة علماء المذاهب الفقهية لتواصل مسيرتها العلمية في خطوات واثقة. ووجه رئيس الهيئة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ بتنفيذ آلية تطوير تسهم في إثراء النقاش داخل الهيئة، وإنجاز المواضيع المدرجة في جدول أعمال اجتماعاتها ومواكبة التطوير إداريا وعلميا وفنيا. ويلمس أعضاء الهيئة في انطلاق الدورة ال74 اليوم في الرياض، أولى ثمار هذا التطوير عند مناقشة المواضيع المدرجة في جدول أعمال الدورة، وتشمل قضايا الطب والاقتصاد والإعلام وما يتعلق بالمشاعر المقدسة، ومواضيع أخرى وجه المقام السامي بمناقشتها. وضمن أهم المواضيع التي سيتم نقاشها في هذه الدورة تأتي المسائل المتعلقة بإجهاض الجنين، بناء المساكن في منى، والمواضيع المتعلقة بآليات قصر الفتوى في وسائل الإعلام على أعضاء هيئة كبار العلماء، وغيرها. وتلتئم الدورة برئاسة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ ومشاركة أعضائها ال18. وهيأت الأمانة العامة للهيئة لعقد الدورة باستكتاب باحثين وتحكيم بحوثهم، وإعداد أوراق عمل تمهيدا لعرضها إلكترونيا على أعضاء الهيئة اليوم داخل القاعة المخصصة للاجتماعات. دورات الهيئة وتعقد دورات الهيئة مرة كل ستة أشهر في الرياض وفي الطائف (المقر الصيفي) منذ تاريخ إنشائها، وبلغ عدد الدورات الاعتيادية 73 أما عدد الدورات الاستثنائية فبلغ 20 موضوعا، في حين بلغ عدد المواضيع المدرجة في جلسات الهيئة منذ نشأتها 1020 موضوعا، وصدر عن الهيئة 239 قرارا وعشرة بيانات. وفي نظام الهيئة يمكن عقد الاجتماعات في الحالات الاستثنائية في مكان آخر، كما يجوز انعقاد الاجتماعات في جلسات استثنائية لبحث أمور ضرورية لا تقبل التأخير. رئاسة الهيئة كانت رئاسة دورات الهيئة بالتعاقب بين خمسة من أكبر أعضاء الهيئة سنا، ويرأس أكبرهم سنا أول دورة يتم عقدها، ويتولى الرئيس افتتاح الجلسات وإدارتها وتنظيم المناقشة فيها ورفعها، وفي عام 1414ه صدر الأمر الملكي رقم (أ/4) وتاريخ 20/1/1414ه بتعيين الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتيا عاما للمملكة العربية السعودية ورئيسا لهيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، ليرأس أو من ينيبه دورات انعقاد الهيئة، ثم ترأسها الشيخ عبد العزيز آل الشيخ بعد تعيينه مفتيا عاما للمملكة. الأمانة العامة وفي ما يتعلق بأعمال الأمانة العامة للهيئة، نص المرسوم الملكي أن يعين بقرار من رئيس مجلس الوزراء أمين عام للهيئة يتولى الإشراف على جهاز الأمانة، ويكون الصلة بينها وبين رئاسة البحوث العلمية والإفتاء. فمنذ إنشاء الأمانة عام 1391ه تولى منصب الأمين العام للهيئة الشيخ محمد بن عودة، ثم الشيخ عبد العزيز الفالح، ثم الدكتور عبد العزيز بن محمد العبد المنعم، وفي 6/3/1430ه صدر الأمر السامي بتعيين الدكتور فهد بن سعد الماجد أمينا عاما للهيئة. تطوير الأعمال وعلمت «عكاظ» أن مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وجه بتطوير أعمال الأمانة العامة للهيئة، وفي هذا الصدد اعتمدت الأمانة أتمتة جميع تعاملاتها وأعمالها باستخدام الوسائل التقنية واستقطاب الكفاءات والخبرات الإدارية بالتعاون مع معهد الإدارة العامة بالرياض. وتعمل الأمانة العامة حاليا على تطوير التنظيم الإداري للأمانة وإعداد دليل المهمات والإجراءات، وتقييم الهيكل الإداري، وتبسيط إجراءات العمل، وتنظيم الوثائق والمحفوظات والملفات، كما استحدثت سكرتارية استشارية للشؤون العلمية، وأخرى للشؤون التنفيذية، وسكرتارية لشؤون اللجان والاجتماعات، وأنشأت قسما للباحثين. وضمن آليات تطوير الأمانة العامة للهيئة أبرمت اتفاقية تعاون مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة في مركز التميز البحثي في فقه القضايا المعاصرة، إذ نفذت دورة مهارات البحث العلمي في العلوم الشرعية لباحثي الأمانة. تطوير الإجراءات ولتخفيف الأعباء على أعضاء هيئة كبار العلماء أثناء انعقاد الدورات اعتمدت الأمانة أسلوبا حديثا في آليات الترتيب للدورات، فقبل كل دورة تعد الأمانة بشكل مبكر للمواضيع المدرجة في جدول أعمال الهيئة كل على حدة، ويتم تكوين لجان متعددة لدراسة كل موضوع بشكل متفرق ويتم على إثر ذلك إعداد تقرير شامل لعناصر الموضوع. كما تستعين الأمانة بالمختصين عند الحاجة إليهم، وتكلف أحد المختصين من باحثي الأمانة لإعداد بحث حول الموضوع المدرج في أعمال الدورة، فاستحدثت تحكيم بحوثها من خلال التعاقد مع أساتذة الجامعات لإعداد بحوث مرتبطة بمواضيع الهيئة وعرضها على لجنة التحكيم التي تختارها أمانة الهيئة. إعداد الدورات ترسل أمانة الهيئة نسخة من المواضيع المدرجة في أعمال الدورة بشكل ملف إلى أعضاء الهيئة قبل موعد الدورة بمدة كافية، حتى يتسنى للأعضاء دراسة المواضيع قبل عرضها. أما البحوث فترسل بواسطة البريد الإلكتروني إلى أعضاء الهيئة قبل موعد الدورة بأكثر من شهر، إضافة إلى تزويدهم بالنسخة الورقية بواسطة البريد. وفي هذا الصدد، استحدثت إدارة مختصة لمتابعة أعمال اللجان وتنسيق اجتماعاتها التي ربما تكون ميدانية أو خارج مدينة الرياض، وبحسب توجيه المفتي زودت الهيئة أعضاءها بجهاز حاسب آلي مزود ببرامج وموسوعات علمية. وخصصت الأمانة العامة للهيئة بريدا إلكترونيا للأعضاء مرتبطا بموقع الإفتاء، كما تعمل على التواصل معهم عبر الرسائل النصية القصيرة باستخدام برنامج إلكتروني خاص. اجتماعات الهيئة وفي ما يتعلق باجتماعات الهيئة وكواليس عقدها، استحدثت الوسائل الإلكترونية التي تسهم في عرض المواضيع داخل القاعة المخصصة للاجتماع، وأعيد تجهيز القاعة بتزويدها بوسائل تقنية من خلال التعاقد مع شركة متخصصة. وتم تجهيز قاعات اجتماعات مساندة لقاعات الاجتماعات الرئيسة في الرياضوالطائف، واعتمد العرض المرئي الإلكتروني أثناء انعقاد الجلسات لعرض الخرائط والصور عند دراسة مواضيع تتطلب ذلك. ويتم حاليا تطوير أعمال الأمانة العامة من خلال ربط إداراتها إلكترونيا، واستحداث برنامج إلكتروني يحقق الأهداف المتوخاة من ذلك، إذ بدأ العمل بذلك بإدخال القرارات والبيانات وجميع الأعمال الصادرة من الهيئة إلى الحاسب الآلي وتحويلها إلى أرشيف إلكتروني لتتم الاستفادة منها لاحقا بكل مناسب.