في أجواء متقلبة، بين برودة الشتاء ولهيب الصيف الحارق، تبدأ صباح كل يوم دراسي 390 طالبة في مدينة العويقيلة في الحدود الشمالية، رحلة ال 300 كيلو متر ذهابا وإيابا نحو مدينتي عرعر ورفحاء لمواصلة دراستهن الجامعية نظرا لعدم وجود كلية جامعية.. الرحلة شاقة ومتعبة خصوصا إذا نظرنا إلى حالة الحافلات المستخدمة في نقلهن التي لا تصلح بأي حال للسفر لمسافات طويلة. وفي الوقت الذي أوضح فيه ل «عكاظ» وكيل جامعة الحدود الشمالية الدكتور عبد الرحمن ملاوي، حرص وزارة التعليم العالي، في تلبية متطلبات المواطنين ومنها افتتاح كليات جديدة قريبة من مواقع سكن الطالبات، مشيرا إلى الرفع قريبا بتوصية للوزارة باستحداث كلية في العويقيلة، ومبينا مخاطبة المتعهد باعتماد حافلات حديثة لتفادي الأعطال، أو البحث عن متعهد آخر في حال عدم الالتزام. وهنا ذكر بعض أولياء الأمور، أن الطالبات يواجهن مشقة كبيرة في مواصلة دراستهن الجامعية بسبب السفر اليومي لمسافة 300 كيلو متر ذهابا وإيابا، ما يعرضهن للإرهاق الشديد ويتسبب في استهلاك وقتهن المقرر للراحة ومراجعة الدروس، وأوضح ل «عكاظ» كل من سلحوب العنزي، مطير النماصي ونقاء سالم، حاجة العويقيلة الماسة لكلية للبنات، وقالوا: «نعاني كثيرا في تعليم بناتنا، خصوصا وأنهن يقطعن يوميا مسافات طويلة نحو المدن المجاورة طلبا للعلم، ما أدى إلى توقف عدد كبير منهن عن إكمال دراستهن الجامعية للأسباب نفسها. وأضافوا: سفر 390 طالبة لمسافة 300 كيلو متر وبشكل يومي، يعرض حياتهن لخطر الحوادث المرورية خصوصا على طريق الشمال الدولي، فضلا عن التأخير في حضور الحصص نتيجة تعطل الحافلات في الطريق لقدمها ما يؤثر سلبا على مستواهن العلمي، مشيرين إلى أن الدولة ترصد في كل عام ميزانيات ضخمة للتعليم العالي، كان آخرها ميزانية هذا العام البالغة نحو 150 مليارا لتحقيق مطالب المواطنين وتذليل الصعاب التي تواجه مسيرة التعليم عموما، ومع هذا لا نجد تجاوبا مع مطالبنا الداعية إلى إنشاء كلية للبنات في العويقيلة تلبي حاجة الطالبات، وخلصوا إلى القول: «نود معرفة الأسباب التي تعيق إنشاء كلية للينات في العويقيلة رغم أن سكانها تجاوز ال 15 ألف نسمة، والغالبية من الإناث وفق التعداد السكاني الأخير».